أين تتجلى أهمية فن الحب؟
فن الحب مفتاح من مفاتيح التوازن الداخلي والعلاقة المتناغمة بين الرجل والمرأة، إذ له قدرة على بناء روابط عميقة، مما يعزز من قدرتنا على العطاء والتواصل الحقيقي، مقال يسلط الضوء على كيفية تجسيد الحب كفن في حياة الشريكين
العلاقات
عبد النبي بكون


تعرف في الثقافة السانسكريتية بالتانترا وفي عالمنا بفن الحب، وهو مفهوم يعبر عن عمق العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة ولا يتعامل معها كعملية ميكانيكية بغرض تغذية النزوة بل هي تتجاوز ذلك بكثير، حيث ترتكز على فلسفة القبول والوعي والتوازن بين الجانبين الروحي والجسدي للإنسان والتناغم بين الشريكين، فبينما تأتي المدرسة الحديثة لتتعامل مع الجنس كشهوة أو كنزوة فإن التانترا أو فن الحب مدرسة تهدف إلى تعزيز التواصل الروحي والعاطفي والجسدي بين الشريكين
وفي جوهرها فإن الطريقة التانترية وفن الحب ينظران إلى الجنس والحب على أنهما جزء لا يتجزأ من تجربة الحياة البشرية، ويعتبرانهما وسيلة للوصول إلى التوازن والسعادة والتنمية الروحية، وهي تعتمد على التدفق الطاقي الواعي والتواصل العميق بين الشريكين تتجاوز حدود الجسد، وكأنها رحلة من للتأمل والتناغم مع الملكوت والإلهام الروحي
تعتبر الطريقة التانترية أو فن الحب منظومة متكاملة لا تسعى فقط لتحقيق التوازن والسلام الداخلي والانسجام في العلاقات الجنسية والعاطفية، بل تعتبر فن الحب وسيلة للتحول والنمو والازدهار الشخصي وعلى كل المستويات، وكل ذلك فضلا عن الرفع من الوعي والانفتاح العقلي والروحي
باختصار فإن الطريقة التانترية أو فن الحب ليست مجرد عمليات ميكانيكية، بل هي نهج شامل للحياة والعلاقات يعتمد على الثقافة والفلسفة والتطوير الروحي، وهناك الكثير مما يمكنني قوله في هذا الباب