أخطر ثلاثة أعداء للنجاح

النجاح ليس مجرد تحقيق الأهداف، بل هو رحلة مليئة بالتحديات، وأكبر العقبات غالبًا ما تكون داخلية، في هذه المقالة سنكشف عن أخطر ثلاثة أعداء للنجاح، وكيف يمكن التعامل معها

المهمة
المهمة

للكثيرين منا أحلام ورؤى ومرامي نصبوا إليها، نود أن نكون أفضل مما نحن عليه الآن... نطمح... نحلم...نسعى بقدر ما يبدوا أننا نستطيع، لكن ما يحدث في واقعنا هو أننا قد نجد أنفسنا عاجزين أو على الأقل شبه ذلك عن اتخاذ الخطوة المناسبة أو تحقيق ولو شيئا ما من كل ذلك الذي نحلم به

إننا فعلا نرتبك من مثل هذا الموقف وقد نصاب بالخيبة، لأنه بالنسبة لنا نحن نود فعلا أن نكون أفضل مما نحن عليه الآن، إنه أمر عادي يحدث معنا خاصة إذا كنا نجهل أن للنجاح أعداء يحولون بيننا وبينه، ولعلك حين تراني أتحدث عن أعداء النجاح قد تتوقعهم أناس من بني جلدتنا، في الواقع ستجدني كثيرا ما أركز عليك أنت وبواطنك لأني أجد بأن أكثر ما يسقط القلاع المنيعة والحصون الحصينة فساد من فيها، وفي هذا المقال أتطرق لأخطر ثلاثة أعداء للنجاح وكلهم غير آت إلا من باطنك أنت فما ذلك الأمر؟

أول أولئك الأعداء الثلاثة هو ما يسمى بالاعتقاد السلبي، وهو كل تلك الأكاذيب التي نخبر بها أنفسنا، بل ونصدقها في حين أنها تمنعنا من استثمار كل امكاناتنا وطاقاتنا وقدراتنا

هي لم تأت من تلقاء نفسها، بل هي وليدة فترة الطفولة والمحيط الاجتماعي والتجارب والأحداث التي حدثت في الماضي معنا ومع من نحبهم، وراكمت في داخلنا ما يسمى بكتلة الألم والتي تبدأ في تفريخ الكثير من القناعات والمعتقدات والأفكار التي يمكن أن تدخل في إطار ما ينعت الاعتقاد السلبي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع

وتتجلى خطورة هذا الاعتقاد في أنه بالنسبة لنا هو عامل أساسي ومن المسلمات التي لا يمكننا المحيد عنها، اللهم في حالة الوعي به واستقبال رسالته ثم التحرر منه ومن كل ما يحدث معنا كنتيجة لوجوده ونسف كل ذلك من أصله نسفا

ثاني أولئك الأعداء الثلاثة هو الخوف، وهو كذلك لأنه لم يعلمنا أحد من قبل أن الاعتراف بوجود الخوف لدينا أقل رهبة من الحياة معه والسماح له بلخبطة حياتنا وتشويهها، على الأقل الاعتراف بوجوده يضعف حدته وبالتالي تتاح لنا فرص أكبر للحب

وهو أيضا أحد أخطر أعداء النجاح، لأنه يجعلنا نتصرف بجبن ونذالة، كأن نهرب من التعامل مع الحياة وتصاريف الأقدار فيها إلى الماضي أو إلى المستقبل أو إلى الانشغال ببعض المهام المغلفة بغلاف الإيجابية، وأيضا يجعلنا نتبنى استراتيجية الهجوم الأجوف، والتي يكون القصد منها بدل المواجهة الحقة قلب الطاولة على الموضوع أو على الأشخاص...، وأسوأ تلك الاستراتيجيات هو الدخول في حال الجمود، 'وهي ليست التسليم مثلما قد يعتقده البعض من مرتادي مدرسة الوعي وهي لعبة تجيد الأنا إتقانها ببراعة' بل هو التوقف عن التقدم للأمام حرفيا، أي أن الفرد لا يلعب دوره بل ويسمح للموقف أن يتحكم به كيفما كان، لا علاقة لهذا بمسألة المقاومة وعدم المقاومة ومسألة التقبل والرفض، لأن الموقف هنا هو حالة انهيار تام لبنية اليقظة إلى أن تحدث رجة ما تعيد رجاحة كفة الحب، أما عدم المقاومة والتقبل فهما يعنيان أن الموقف موجود وله الحق في ذلك، لكن المرء يعمل على الحل بدل الانهيار أمام الموقف، أو أمام العقبات التي تواجهه في درب النجاح

ثالث أعداء النجاح الأخطر هو ما يسمى بالمؤثرات السلبية، وهي تأتي من البيئة المحيطة بك، هي خطيرة لأننا لم نسمع يوما عن ذلك، وقد اعتبرناها مذ أدركنا وجودنا أنها جزء لا يتجزأ من الحياة ولا يمكننا العمل بمعزل عن تأثيرها علينا، لكن أتعلم ما أسوأ ما في الأمر حقا؟ إنه استعدادنا للاستجابة لها والتفاعل معها بشكل هدام

صحيح أن لكل ما يحدث معنا حسنات وتأثير يمكن القول عنه بأنه إيجابي، لكن الحقيقة أن ذلك يحدث لليقظ الواعي وليس مع الفرد الذي هو منجرف مع مجريات الحياة اليومية، ومستسلم لوقائعها وتأثيرها عليه في مسارات حياته، تجري به الريح حيث سارت

ما أريد قوله من خلال هذا المقال أن الطريق قد يكون هينا وقد يكون شاقا معك، وأنت وحدك تستطيع اتخاذ القرار المناسب من واجهتين ليكون مسارك هينا لينا حتى وهو في أكثر صوره بشاعة وقسوة، فمهما كانت خطورة أولئك الأعداء فهي تبقى ضعيفة أمام من أنت هو حقا وكيف مكن لك في الأرض