القواعد الأربع لبرمجة العقل الباطن
العقل الباطن هو المفتاح الأساسي لتشكيل واقعك وتحقيق أهدافك، ولكن برمجته تحتاج إلى وعي واستراتيجية صحيحة، في هذه المقالة سنكشف عن القواعد الأربع الأساسية التي تساعدك على برمجة عقلك الباطن إيجابيا
عبد النبي بكون


كلنا حمل ببرمجيات هدامة تخلق له في حياته عراقيل ومعيقات وأشكالا من المعاناة وتجلب له المشقة في الكثير من شأنه، وكأنه قد كتب عليه لولا أن المسألة تتعلق بعملية برمجة تعرضنا لها مذ نزلنا الرحم بل ومن قبل، ومثلما هي كذلك مجرد برمجيات فمن الجيد أن نعلم بأنه يمكننا استبدال البرامج الهدامة بأخرى داعمة
إذا فهمنا بأن العقل الباطن للإنسان يمكن إعادة برمجته فهذا يعني أن هناك قواعد لذلك وأن العملية لا يمكن أن تكون فوضوية وإلا قد يكون هناك ثمن باهض آخر لذلك، ولكي نحصل على نتائج أقوى وأفضل فإن بين أيدينا أربع قواعد بسيطة وفعالة ومقدور عليها
أولها أن تكون الرسالة واضحة وإيجابية لتتحقق عملية برمجة النية المختارة وتثبيتها مع الانفتاح على الأفضل منها، فإن الأمر يتطلب أن تكون الصورة النهائية التي تحب أن تكون عليها في موضوع ما أو جانب ما واضحة وليس عليها غبش وليست مبهمة
وثاني تلك القواعد هو أن يكون الخطاب في الوقت الحاضر، صحيح أن العقل اللاواعي لا يعرف الفرق بين الماضي والمستقبل، لذلك فالخطاب هنا مطلوب أن يكون في الحاضر أيا كانت أشكال التشكيك أو التكذيب التي ستكشف عن نفسها في كل مرة تردد بقوة هذا الخطاب، إنها تكشف عن نفسها لتعي وجودها وبالتالي تتجاوزها وتتحرر منها ومن أسبابها ونتائجها
بتخيلك الرسالة بشكل واضح في الآن يبدأ العقل اللاواعي في تصديق الرسالة المكررة والعمل وفقها وكل ما يعنيه ذلك، بل ويبدأ في القيام بكل الأعمال والسلوكيات المساندة والداعمة لخلق وتنزيل الصورة أو الهدف في واقعك، يحدث ذلك بأشكال مختلفة، كأن تستقبل أعمال ملهمة وإشارات أو رسائل شبه مشفرة، المهم أن عالمك يبدأ في التفاعل معك، لكن ذلك يتحقق بشكل أقوى بالاستشعار
يجب أن تفهم أن عملية البرمجة لا يمكن قطعا أن تنجح في ظل غياب الكثافة الحسية أو عدم وجودها، فقوة الشعور أعلى وأقوى مقارنة مع قوة وسرعة الفكر، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار طبيعة الكون الذبذبي فإننا سنفهم لم لعملية الاستشعار هاته هنا كل هاته الأهمية
ثم تأتي مسألة التكرار، فكما أن البرمجة السابقة كانت نتاج عملية تكرار لبرنامج معين، فكذلك تتطلب عملية إعادة البرمجة التكرار، تكرار ماذا؟! طبعا تكرار الرسالة المراد إيصالها للعقل اللاواعي بشكل واضح واستشعار قوي في الآن نفسه
مثلما سبق توضيحه فالإنسان يستطيع أن يعيد برمجة حياته، ويبقى من الجدير بالذكر أن الأمر ينجح حين تنسجم مع البرمجة الجديدة من خلال الدخول في الفعل وممارسة الأعمال والسلوكيات المنسجمة مع الرسالة المراد برمجتها في اللاواعي، مع تذكر أن الخطوات الصغيرة والإنجازات المصغرة تهدم حاجز المقاومة وتمكن من تجاوزه وتساعدك أيضا لتحقيق النمو والتطور الذي تهدف إليه