كيف أبق متحفزا؟
تقدم هذه المقالة استراتيجيات فعّالة للحفاظ على التحفيز المستمر لتحقيق الأهداف، مع التركيز على تطوير العادات الإيجابية، تحديد الأهداف بوضوح، والتعامل مع التحديات بطريقة تحفز النمو الشخصي والنجاح
عبد النبي بكون


المقدمة:
كالعادة لن تجدني أكتب لك في ما أكتب إلا عما قد أخضعته للتجربة، وبعيدا عن العناوين الرخيصة المتداولة فأنا هنا أشاركك تجربة شخصية وأحدثك عما مكنني من تحقيق إنجازات كانت إلى حد قريب مستحيلة بالنسبة لي
فكيف يمكنك أن تبقى متحفزا ومتحمسا لتحقيق أهدافك؟ وما الذي فعلته شخصيا حتى تجاوزت بفضل من الله ونعمة الكثير من المسالك المظلمة والمواقف الصعبة التي كان قريبة إلى حد ما من هزيمتي لولا لطف من الله الرحمان الرحيم الذي ألهمني الاستيقاظ في اللحظة المناسبة
لماذا يجب أن تكون لديك أهداف؟
هل ترى في هذا سؤالا تافها؟
حسنا إليك الأمر: الكثير من الناس إذا راقبت ودرست حياتهم ستجد أنهم كالذي يخبط خبط عشواء، لذلك تجد الحصيلة لديه ضئيلة وقليلة، ولذلك تجده غير راض وتملأ حياته الفوضى
إذا فمعرفة أهدافك تمكنك من القدرة على الإنجاز ومواصلة تحقيق المزيد من النجاح بكل ابتهاج، هذا يعني أنك ستقضي عمرك بلا ندم ولا أسف فأنت قد قمت بالكثير الذي تشكر عليه وتمتن أنت نفسك لقيامك به
لا الأسف ولا الندم وحدهما أمران كافيان لتبدأ في اختيار أهدافك، فليكن حقك في أن تحيى هذه التجربة بأفضل احتمال
سمات الأهداف
لا يمكننا الحديث عن الأهداف دون الحديث سماتها والتي هي بكل اختصار:
واضحة
الأهداف الواضحة تبقيك يقظا ومتنبها بل وعازما على عكس الغبش الذي يؤدي بك لا محالة للاستسلام والانهزام أمام أول عثرة تواجهك يا صديقي
مختارة ومرغوب فيها
كثيرون يتخذون لأنفسهم أهدافا للأسباب الخاطئة لذلك تجدهم قليلو الإنجاز ولو كثرت منجزاتهم لقل رضاهم إن لم ينعدم
تعلم أن تختار أهدافك وأن تكون نابعة من داخلك أنت وليس لسبب من الأسباب الخارجية المدمرة
واقعية
دعك من الأهداف التي تحمل في ثناياها الكثير من الكذب والزيف، كن واقعيا واختر أهدافا قابلة للتحقق، لا أن تقول لي بأنك تريد أن تدخر هذا العام عشرة آلاف دولار ودخلك الشهري لا يتجاوز الألف دولار وليس لك دخل سلبي أو نشط آخر
اختر أهدافا واقعية وانطلق
قابلة للقياس
أي أنها قابلة لقياس مستويات التقدم في تحقيقها سواء بالكم أو بالعدد كأن تقرأ عشرة صفحات من كتاب منتصف كل يوم أو تقرأ ثلاثة كتب خلال عشرة أيام أو شهر...
اتختر أهدافا تستطيع قياس تقدمك فيها
مربحة للكل
قد يكون هذا غريبا لكنه حقا ليس كذلك، فلنختر مثلا تاجر مخدرات لديه أهدافه الخاصة وهي تتحقق وهي بالتأكيد مربحة له لكن هل هي مربحة للمجتمع وللبشرية؟
بالتأكيد ليست كذلك، هذا ما أقصده تماما... يجب ألا يكون هناك ضرر على الآخرين في أهدافك وهذا وحده ربح له، ولست هنا أتحدث عن منافسيك فالكون فيه وفرة وبركة وهو يكافئ العاملين لتحقق أهدافهم وليست مسؤوليتك إن لم يحققوا نتائج مهمة ومع ذلك فربحهم هو تحفزهم للعمل مثلك وهكذا فهم حقا يربحون
إذا اختر أهدافا فيها ربح للكل
لماذا الأهداف؟
بكل صراحة لأنك ما لم تبرمج نفسك على الإنجاز فسيستمر الكون في عدم تصديقك كلما عبرت على نية ما لأنه لا يرى فيك من العزم ما يستحق المكافأة، لأن وجودك له غاية وهي بالتأكيد ليست مجرد العبث، ولأنها الحياة تستحق أن نترك فيها بصمة طيبة..
الدافعية؟
اجعل لنفسك قائمة بالأسباب التي تدفعك لتحقيق أهدافك وتعرف على هاته الأسباب فكلما كانت هناك دوافع حقيقية عمل معك عقلك بكليته لأجل تحقق أهدافك، ليس ذلك فحسب.. فالكون بكليته مستعد لدعمك
فريق المستشارين المتخصصين
عليك أن تمتلك مستشارين متخصصين تلجأ إليهم كلما شعرت ببعض التيه، وهم اليوم متوفرين بشكل كبير وبأثمنة مشجعة، إنه استثمار لن تندم عليه أبدا وستربح منه الكثير
قياس التقدم
عليك أن تستمر في قياس تقدمك فكلما رأيت أنك تنجز وتتقدم للأمام عمل عقلك اللاواعي على منحك المزيد من التجاوب والتوافق، بل وزادت قوة تركيزه للعمل بقوة لصالحك
الخاتمة
لقد منحتك في هاته المقالة خلاصة تجربتي الشخصية التي مكنتني من أبقى متحفزا كي أحقق أهدافي وكلي أمل ورجاء في أنك ستبدأ من الآن في التحرك في الاتجاه الصحيح