سبع خطوات بالثقة العالية؟
تتضمن سبع خطوات للثقة العالية ممارسات مثل الوعي الذاتي، التخلص من الشكوك، تبني الإيجابية، تطوير المهارات، اتخاذ القرارات بثبات، الحفاظ على لغة جسد قوية، والاستمرار في التعلم والنمو، ولكن .....
عبد النبي بكون


يعتقد الكثيرين بأنهم لا يتمتعون بالثقة في أنفسهم وهو اعتقاد واهم، والحقيقة أن مصدر هذا الشعور هو البرمجيات السابقة التي تعرضنا لها منذ الصبا بل ونحن في بطون أمهاتنا، فهي تسوق لنا النموذج المحدد للواثق بنفسه وتصنع لنا من النماذج الجريحة آلهة نقدسها ونرى فيها الصورة المثالية لما يجب أن نكون عليه، في حين أنها فارغة من الداخل والباطن كأعجاز النخل الخاوية، هل تصدق أن الذي لا يثق بنفسه سيعلن ذلك؟ وهل تصدق أن الواثق بنفسه يحتاج إعلان ذلك؟
ليس الأمر أنك لا تثق بنفسك، فأنت فقط تحتاج إزاحة الغبار الذي يمنع عنك إشعاع الثقة بالنفس التي تتمتع بها، ولإزاحة هذا الغبار أضع بين يديك هنا سبع خطوات تساعدك حقا على ذلك
تقبل ذاتك واسمح بأن تتغير
لقد سبق مني الحديث عن تقبل الذات في مواطن كثيرة جدا، ولا بأس ببعض من ذلك هنا في معرض الحديث عن الثقة بالنفس
لا يتحقق ما أنت عليه حقا في واقعك ولا يتغير حالك من الذي لا يتناسب معك إلى الذي هو حقيقتك ما لم تتقبل ذاتك وأنك عرضة للنقص وللزلل والخطأ وحالات الضعف والوهن، هذا أمر مسلم به لك كإنسان فلا عليك في ذلك من شيء وخاصة إذا علمت أنها مجرد برمجيات لا ذنب ولا يد لك فيها اللهم الوعي بها والتحرر منها، وبعد عملية التقبل هاته تقبل أيضا عودتك لحقيقتك واسمح بذلك فلا شيء يتحقق قوة وغصبا ما لم يكن هناك تقبل وسماح
إستثمر الماضي وتجارب الماضي
الماضي وخاصة فترة الصبا مليئة بالأحداث والمواقف التي كنت فيها على حقيقتك، لا أريد أن أستعمل مصطلح الثقة بالنفس فهي بالنسبة لي تكون بالله وكلما كانت به زادت بك لديك
من المهم أن تعرف أن الماضي يمكن استثمار لحظاته القوية ومواقفه الشجاعة لاستحضار الثقة بالنفس أو دعنا نقل حقيقتك، استذكار تلك المواقف وتفعيلها في واقعك يمنحك الكثير من المكاسب أهمها الوقت وأكبرها وأكثرها أهمية أنك تدرك أن لا شيء جديد فكل شيء لديك في باطنك، ولحظة استرجاعه فكأنك تفعله في واقعك
إستثمر مقومات الثقة الأربعة
كما يمكنك استثمار الماضي لتحقيق الثقة بالنفس فأيضا يمكنك استثمار المقومات الأربع الموجودة لدى كل إنسان، وإن لم تستثمر فما جدوى تواجدها مل لم تستثمر لنتحقق
وتلك المقومات هي المقوم المادي والفكري والإجتماعي والثقافي، وهي كما سبق متوفرة لدى كل واحد منا ولكنها تختلف حسب كل واحد منا، فمن لديه قوة في المقوم المادي قد يكون لديه ضعف في المقوم الاجتماعي أو الثقافي أو الفكري وهذه بتلك
فالوعي إذا بهذا يساعدنا على تعزيز ما يسمى بالثقة بالنفس، واستثماره بذكاء كذلك واستحضار هاته النعمة يساعد أيضا على التعافي، لكن تذكر بأن المصدر الأساس للثقة العالية هو التكريم الإلهي الذي حظيت به
ماذا قد يكون؟
طرحك لهذا السؤال فيما أنت مقبل عليه يدخل في صميم التحدي للمواقف التي تخشى أن تبدوا كالجبان فيها، ويستحضر أيضا كل تلك الشجاعة المخفاة بداخلك، ويبدأ تدفق الأدرينالين في جسدك، قد ترتعد للحظات لكنك سرعان ما تتحقق بعد أن تكتشف أن لا شيء رهيب أو مرعب مثلما كان يظهر أو يبدوا عليه
ماذا قد يكون؟ هو السؤال الذي يعري الآلهة التي صنعت لنا ويجردها من قدسيتها الوهمية، ويمنحنا الفرصة الذهبية لنكتشف ذلك فلا تعود ترهبنا أو تخيفنا، بل تبدأ نظرتنا لها تختلف عن السابق ويتقوى لدينا ما يمكن ان يسمى بالثقة بالنفس
قدر كيانك اللامحدود
يساعدك ذلك على تقدير ذاتك أيضا، مثلما يساعدك تقدير ذاتك على مسألة الثقة بالنفس تلك، وهنا لا أتحدث عن الذات المادية فقط بل عن الذات اللامحدودة، ولعل ما يزيد أزمتنا اعتبار أنفسنا مجرد أجساد مادية فقط والأمر ليس كذلك
فالإيمان إذا بهاته الذات اللا محدودة وتقديرها يساعدك على التحقق وتفعيل ما يسمى بالثقة بالنفس، ويكون ذلك أكثر بالانتباه للخطاب الداخلي الذي تحدث به نفسك، فكلما ارتقيت بخطابك لنفسك وجودة الكلام الموجه لها وكلما ندرت فيه الإهانه والاستخفاف كلما زاد تقديرك لذاتك اللامحدودة وكلما تحققت لديك أيضا الثقة بالنفس
حدد قيمك العليا
لا يمكن لمن لا يعرف ما قيمه ومبادئه أن يتحدث عن مسألة الثقة بالنفس، فعلى ماذا ستبنى هاته الثقة وما الذي يقويها لديك إن لم تصرح وتعترف لنفسك بمبادئك وقيمك!!
إذا فالأصل أن تحدد قيمك العليا وترتبها كذلك حسب الأولى فالذي يليه، لأن تحديد القيم ومعرفتها يساعدك على التعرف على نفسك، ومن يعرف نفسه لا يغيب عليه أن يثق بنفسه، فمهما يمكن أن يكون الموقف الذي يحتاج منك الثقة بالنفس فوجود القيم العليا واستحضارها بقوة يساعد على ذلك إذ وفقها تتصرف وتتحرك وما تقوم بصغيرة ولا كبيرة إلا وفقها وهذا يريحك مما يمكن أن يخدش فيك، ثم لإن الذي لديه قيم ليس لديه ما يخشاه، وليس عليه إثبات شيء لأي كان والله أعلم
إتخذ لك قدوة ونماذج نجاح في الحياة
سبق منا الحديث عن النماذج المزيفة التي يتم تسويقها في المجتمع من خلال وسائل التسويق المختلفة والمتعددة، وأنا حين أتحدث عن قدوة فإنني أقصد ذا القيم المتواضع الكريم الذي لا تغره الصفات ولا تربكه التصورات ولا المثاليات الزائفة
ويساعدك وجود القدوة على أن تكون أنت حقيقة وتتمتع بالثقة بالنفس فهو إن شئت كالمعلم الذي يختصر عليك السبل، وإن شئت كالملهم الذي يستنهضك وجوده لتحقق بلا ريبة ولا شك ما دام هو قد فعلها فأنت أيضا تستطيع فعلها، ولا تنس أن المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، والقدوة خل لك حاضر في حضوره وغيابه وأنت تستثمر كل ذلك لتتحقق، أدعوا القدير لك كل التوفيق في مسعاك