كيف تسهم الثقة في الطمأنينة؟
تستكشف هذه المقالة العلاقة العميقة بين الثقة العالية وطمأنينة القلب، وتوضح كيف يمكن لها أن تمنحنا شعورا داخليا من السلام، سنتعرف على كل ذلك وأكثر مما يعزز شعورنا بالاستقرار العاطفي والراحة الداخلية
الوعي الفائق
عبد النبي بكون


في عمق لحظاتنا المظلمة حيث يمكن أن تطفو كل كتل الألم لدينا أو أقواها علينا، وعندما يغمرنا الهم والقلق ويهجرنا الرقاد قد نجد أنفسنا نبحث عن ضوء ينير ذلك النفق المظلم وفي تلك اللحظات قد نتمسك حتى بقشة، إن آفتنا هو أننا نتسرع دوما بالبحث عن دوائنا في الخارج ونجهل أو ننسى بأن دواءنا فينا، لكن ولأن المسألة عظيمة في إدراكنا نعجز عن تقدير الأمور ونعتبر اعتبارات واهمة وغير حقيقية تزيد من هيمنة الأنا علينا وتغذي كتل الألم لدينا وتزيد في عمرها ما قد يطل أمد ليلتنا المظلمة
إننا في الغالب لا نولي اعتبارا لحقيقة بسيطة وقائمة وهذا هو أصل تعقيدها في الواقع وهي أن الثقة بالله هي طوق النجاة الذي ننتظره بشوق، الثقة العالية بالله بوصلة توجهنا لسبل السلام والطمأنينة حتى ونحن في قلب العاصفة، إن الطمأنينة لا تعطى ما لم تكن لدينا جرأة على الثقة حتى ونحن لا نمتلك أية ضمانات مدركة بالنسبة لعقلنا القاصر، أنا أعلم بأننا لم نتعلم كيف نفعل ذلك لكن هذا ليس مجرد اعتقاد يمكن الاستغناء عنه، بل هي علاقة عميقة تربطنا بمصدر هذا الوجود، ومسألة وجودنا مرتبطة بقوة إيماننا وامتلاء القلب بهذه الثقة العالية، في الواقع إن هذا هو ما يليق بنا فضلا عن كونه عاملا يرفعنا ويعلي شأننا ويتيح لنا القدرة على تجاوز تلك الصعاب التي تعترض طريقنا ولنتجاوز ليالينا المظلمة، إننا عندما نثق في قدرة الله على رعايتنا وإرشادنا نجد السلام الداخلي الذي نبحث عنه ونرتقي إلى أعلى مستويات الطمأنينة دونما حول منا أو قوة
في هذا العالم المتغير حيث تتلاطمنا موجات ظلامية وتتعاظم الضغوط والهجمات على البشرية، تكون الثقة بالله هي السراج الذي ينير طريقنا ويتيح لنا الفرصة لنهدأ حتى نصبح نرى ما لا تراه الكيانات الظلامية، إنها اليد الحانية التي تمسح دموع الحزن والشك والخوف وتبث فينا الشجاعة والعزيمة والإيمان والقدرة على الثبات لنجد أنفسنا نزدهر على كل المستويات، لأننا وعندما يكون القلب مطمئنا لله تتلاشى كل الموانع والمعيقات لدينا كالشكوك وتتبدد الهواجس ليستقر العقل في حضن الثقة والاطمئنان لله، وكنتيجة ينبعث فينا من جديد حس الإبداع والتفاؤل ولنجد أنفسنا ننمو ونتطور بشكل غير محدود
في الختام أريدك أن تعرف ببساطة بأن الثقة العالية ككل شؤون الحياة مسألة اختيار وقرار أما الباقي فينكشف مع الاستمرار على حال الثقة شيئا فشيئا حتى يكون وعيك متوافقا مع كل مستوى من مستويات تقدمك وازدهارك