تطويع العلاقة مع الأهداف
تستكشف هذه المقالة كيفية تكييف وتنظيم علاقتنا مع الأهداف لتحقيق النجاح المستدام، من خلال تحديد الأولويات، التكيف مع التغيرات، والتحفيز المستمر...
عبد النبي بكون


المقدمة:
نحن إن لم نتعلم كيف نتعامل مع الأهداف وإن لم نتعرف على الأخطاء التقليدية في اختيار الأهداف فسنكون بالضرورة ضحايا لارتكابها ولهدر الوقت، وسنتسبب لأنفسنا في أشياء غير محمودة فقط لأننا لم نتخذ القرار بالتعلم
لهذا تأتي هاته المقالة كجواب مغن ومفيد وخاضع للتجربة، ولا يفوتني أن أذكرك أنك ستجد في هاته المقالة هدية إضافية من أسطر قليلة لكنها مفيدة جدا لك وكيلا أطيل إلى التفاصيل
المثالية:
الكثيرون منا وبحسن نية تقودهم معاييرهم العالية للوقوع في فخ المثالية، من الجيد أن تقدم وتقوم بالأشياء بشكل جيد وتحصل على الأشياء الجيدة لكن هذا لا يتأتى بالمثالية وهي أبدا لا تمكن منه بل إنها توقع في الأسوأ فينقلب السحر على الساحر
لا يعني هذا بالمرة أن تكون متواضعا في طلبك ولكن كن واقعيا وانطلق في هاته الحياة بقوة الخطوات الصغيرة وبفعالية الانطلاق من حيث أنت، فالإنجازات العظيمة لا تتطلب منك خطوات عملاقة ولا أشياء مستحيلة... فلتكن خواتك الدقيقة تمكن من قفزات عظيمة لكن لا تتبنى خطوات عظيمة يمكن أن تعيدك درجات للخلف
استجداء الرضى:
إذا كان هناك ما يمكن تسميته بالمستحيل فهو إرضاء الناس، عليك أن تكون حذرا في هذا وأنت تعمل لأجل حياة مليئة بالإنجازات بعيدا عن التأثيرات الخارجية، فلتكن اختياراتك أنت هي ما يحركك، يجب أن تفهم أنني لا أطلب منك أن تعادي العالم، أنا فقط أقول لك بأن حياتك تخصك أنت مثلما للآخرين حياتهم الخاصة، هكذا بكل بساطة
التسرع:
استعجال النتائج والتسرع في اتخاذ القرارات المصيرية خطأ فضيع كان لزاما أن أنبهك وأحذرك من الوقوع فيه، فلتكن حكيما وذكيا فما تريده هو حاصل لا محالة وأفضل منه ولكن بالشكل المناسب وفي الوقت الأنسب لك، فليطمئن قلبك فهاته الحياة تحمل لك كل الخير كلما كنت متناغما معها
المقاطعات والالهاء:
هي كثيرة ومتعددة الأشكل والمظاهر، فالمواضيع السياسية والقضايا الساخنة ووسائل التواصل الاجتماعي والنميمة وكل الهراء الذي لا تربح منه شيئا...، كلها وغيرها كثير إلهاء أنت بغنى عنه
لقد حان الوقت لتوقف كل ذلك الاستنزاف لوقتك وطاقتك وتبدأ في بعض الاستثمارات الذكية في وقتك وفي علاقاتك وفي الدراهم القليلة التي تنفقها في غير محلها
الشك:
من العادي أن تنتابك لحظات من الفراغ وتسيطر عليك بعض الشكوك خلال رحلتك لكنه ليس عاديا أن تستحوذ عليك هاته الشكوك طيلة الوقت إلى أن يصير لديك يقين بأن ما تخشاه حاصل لا محالة
إذا فهمت أن شكوكك لا تقودك إلا إلى الحضيض فليكن إذا لديك اليقين بأن شكوكك مجرد وهم وهي قطعا غير حقيقية
كثرة الناصحين:
يحكى أن قرويا كان يبني بيتا وكلما مر عليه مار قال له: لم وضعت باب بيتك هنا.. الأجدر أن يكون هنا، وكأنه يوجهه لجانب أو زاوية مختلفة، وكان المسكين في كل مرة يغير موقع باب البيت إلى أن جاء اليوم الذي أدرك فيه أن البيت بيته هو وليس بيت أحد آخر غيره، الناصحون كثر وهم في الغالب صادقون لكنهم على الأغلب ليسوا على حق، وإن كان لابد من أن تستشير أحدهم أو تطلب نصيحة فليكن ذلك من مختص وخبير وليس من متطفل
السعادة والنجاح أمران مختلفان:
كما وعدتك في المقدمة فهديتي لك اليوم هي عبارة عن توضيح بسيط لخلط جلل يقع فيه الناس حين يعتقدون أن النجاح هو السعادة، في الحقيقة أستطيع القول أن النجاح لا يمنح السعادة لأننا نعرف جميعا الكثير ممن لديهم كل شيء لكنهم يفتقدون للسعادة ومن لديهم القليل القليل فقط ولكنهم أسعد خلق الله
تستطيع السعادة أن تمنحك القوة والطاقة لتحقيق النجاحات العظيمة لكنها ومع ذلك تبقى هي الأصل بمعزل عن شرط النجاح الغير واقعي، فهل يلزمني أن أبقى تعيسا إلى أن أنجح؟ تبا لهذا، فلأسعد ولأسمح لنفسي بكل النجاح الذي أريده بعدها
الخاتمة:
كشخص مر من تجارب عدة ومختلفة وتحديات صعبة وقاسية وأحيانا كثيرة غير رحيمة أحثك على أن تبدأ في اختيار نمط حياة مختلف تماما عن الذي ألفته والبداية طبعا في التعلم من التجارب ومن الخبراء الذين علمتهم الحياة الكثير، رحلة موفقة ومباركة