أخطر أسباب التسويف

التسويف هو العدو الأول للإنتاجية، وهو غالبا ما يكون نتيجة لأسباب خفية تؤثر على قدرتنا على الإنجاز، في هذه المقالة سنكشف عن أخطر أسباب التسويف وكيفية التعرف عليها والتعامل معها

المقدمة

هل تعاني من التسويف والتأجيل؟

تجد بأنك تفوت على نفسك الكثير من الفرص بسبب هذا الوضع؟

تخسر الكثير من الأشياء بسبب هاته العادة؟

تشعر بالسوء حيال هذا الأمر؟

حسنا، بالتأكيد أنت لست وحدك في هذا

كلنا تجرع مرارة التسويف وأنا شخصيا نال مني ما نال وإن شئت القول فقد كلفني أشياء كثيرة لولا أني وبفضل من الله الحليم تمكنت من تجاوز هذا الموضوع بكثير، ولأنني أعتقد أنك أنت أيضا تستطيع ذلك وأن الأمر عندك مقدور عليه فقد جئتك اليوم لأحدثك عن الأسباب التي كانت تدفعني بشكل خفي للتسويف والتأجيل، وللأمانة فهي ليست الأسباب كلها لكنها بالتأكيد أخطرها

ضعف الاستمتاع بالعمل

أول أسباب التسويف والتماطل هي القيام بأعمال غير مستمتع، وانعدام الاستمتاع هذا له محركاته وأسبابه الخاصة والتي هي:

القيام بأعمال غير محببة

حضور الشعور بالاكراه

حضور الشعور بالضغط

حضور الشعور بالالتزام

الأسباب الخاطئة

تدني تقدير الذات

كيف هذا وما العلاقة بين مسألة تقدير الذات ومسألة التسويف والتماطل؟

حسنا، ما الذي قد يدفعك بنظرك إلى التماطل والتسويف إذا كنت شخصا يقدر ذاته ويقوم بما يلزم لتكريمها وتشريفها ومنحها حقها في الإنجاز والحصول والأهم أن تكون تلك الكينونة التي هي؟ هل يمكن أن يسوف من يقدر ذاته؟ من يقدر ذاته لا يقبل أن يؤجل حتى ذهابه لدورة المياه أثناء اجتماع؟ حين تقدر من أنت فأنت لا تقبل بأقل من ذلك، وبالتالي فأنت تقوم دونما مقاومة بكل ما من شأنه تعزيز هذا التقدير وليس العكس

بالتأكيد أنت الآن ترى أن غياب تقدير الذات هو مسبب قوي للتسويف والتماطل

ولأن الذي لديه تقدير لذاته بالتأكيد يرى أن التسويف والتماطل إجحافا في حق ذاته وهو طعن وضرب مباشر في استحقاقه وضرب في ذاته بما لا يليق بها

الغرق في العمل

الغرق في القيام بالأعمال والمهام يكون في الغالب على حساب جوانب عدة من جوانب الحياة

هذا الوضع يسبب في الانهاك ويستنزف طاقة الانسان بشكل مهول بل ويرفع من درجة التوتر مما يصيب الانسان ببعض التشويش الذي يبدأ في التعاظم إلى أن يؤدي بالمرء إلى الدخول في حالة احباط لا واعية تؤدي بالضرورة إلى التسويف والتماطل، الانشغال بالعمل حين يكون على حساب بقية عناصر الحياة الأساسية فهو بالتأكيد يصيب المرء بالارتباك ما يجعل من حياته تجربة لا تطاق، وبالتالي يصبح لا شيء يستحق النهوض لأجله

الملل

كل الأوضاع والحالات التي سبق الحديث عنها وغيرها كثير تسبب الملل الذي يؤدي بدوره لممارسة التسويف والتماطل كنتيجة

وهو إلى حد ما موضع جيد لأنه بكل بساطة ودونما تعقيدات يؤدي إلى اللحظة التي تستيقظ فيها وتعزم أن كل هراء التسويف والمماطلة يجب أن يتوقف... ترى بوضوح بأن هناك أمرا غير طبيعي وأنك أنت لست في الموقف المناسب، وبالتالي يستنفرك جزءك اليقظ لتعود لأصلك...

ليس هذا فحسب بل ولإنك تشرع حقيقة في التحرك والتقدم إلى الأمام وهذا أمر جيد لكنه لا يحدث إلا إذا حدث لديك نوع من الحضور الغير مطمئن للراحة المزيفة التي يمنحها التسويف والتماطل

الخاتمة:

ختاما أرجو أن تدرك أن أسباب التسويف والمماطلة هاته ليست أقوى منك بل أنت الأقوى منها بفضل ونعمة من الله القوي المتين، وهي لا تكون أقوى منك إلا حين تخور أنت وتهون وتستسلم لشرك التسويف والمماطلة وتفقد عزمك على الأمر فتفوت على نفسك الكثير من المنجزات والآثار الطيبة، وأكثر منها الكثير من النفع والخير العظيم الذي لا تقف حدوده عندك وحدك، فليكن الأمر هكذا واضحا جليا عندك: أن تعرف من أنت ولم تريد ما تريده فإنك لما تفعل ذلك يأتي الذي بعده هينا ممكنا لك فيه