أخطر ثلاثة قناعات حول المشاكل
المشاكل جزء لا يتجزأ من الحياة، لكن الطريقة التي نرى بها هذه المشاكل تؤثر بشكل كبير على قدرتنا على التعامل معها، في هذه المقالة سنكشف عن أخطر ثلاثة قناعات خاطئة حول المشاكل
عبد النبي بكون


مقدمة:
في الحقيقة يعتقد أغلبنا أن المشاكل هي ما يجلب علينا الألم أو المعاناة والتضايق منها، في حين أن الأمر مختلف تماما عن كل ذلك، فالأمر ببساطة يتعلق بالقراءة أو الصورة التي نرى نحن المشاكل عليها، وذلك من واجهتين:
الأولى متعلقة بنظرتنا للمشاكل بعينها وعدم قراءتها القراءة الصحيحة السليمة والداعمة لنا، أي بشكل يمكننا من استثمارها لصالحنا، وهذا أمر تمت مناقشته في الكثير من المقالات السابقة لي والتي تستطيع أن تجدها على موقعي الإلكتروني
والثانية متعلقة بثلاث من أخطر القناعات لدينا حيال المشاكل وهذا ما نعرض له هنا من خلال هذا المقال بشكل بسيط وميسر
أولا:
يتعامل الناس أو أغلبهم مع المشكلات على أنها أمر دائم، وهي في الحقيقة قناعة متعبة ومرهقة لكل مكونات الانسان، إنها ليست مجرد قناعة عادية يمكن أن تستهين بها، إنها يمكن أن تجعل حياتك جحيما لا يطاق، وهي فعلا تفعل ذلك بل وتجيده
بوجود هاته القناعة تتوقف حياتك عن النمو وعن التطور وعن التوسع، إذ يحدث أن تتسبب لك هاته القناعة في أن تزيد من تركيزك على المشكلات وليس على ما يمكن أن تكون عليه أو تحصل عليه ولا ما يمكن أن تفعله، وبالتالي فأنت هنا لا تكون حيث حقا تريد بل وبالضبط حيث لا تريد
وفي اللحظة التي تتوقف فيها عن اعتبارها أمرا دائما وتؤمن عكس ذلك بأن المشكلات تحدث وهي أمر غير دائم ستبدأ في عيش حياتك والاستمتاع بها بدل أن تدخل حالة الايهام بالغرق التي تضعك فيها مثل تلك القناعة
ثانيا:
يحدث أن تجد أن ما يقع للكثيرين من مشكلات في جانب معين من حياتهم يؤثر بالسلب على بقية جوانب حياتهم، هاته الشمولية التي يستشعرونها تعمي أعينهم وقلبهم عن كل النعيم الذي يتنعمون به في بقية جوانب حياتهم وحتى في بقية الجانب الذي حدث أن وجدت فيه المشكلة
والحل هنا بداية هو العمل على أن المشكلات التي تحدث في جانب معين محدودة في ذلك الجانب ولا يسمح بامتداد تأثيرها لبقية الجوانب واعتماد ما يمكن أن يسمى بالعازل الحراري ليس فيما بين الجوانب، بل حتى داخل كل جانب كجانب متكون من عناصر عدة فلا يمتد تأثيرها لبقيته
هنا حين تعتمد مبدأ العازل الحراري تستطيع أن تستمتع ببقية الأجزاء في الجانب المتضرر أو الذي حدثت فيه المشكلة، وكذلك بقية الجوانب الأخرى من حياتك الخاصة، كل ذلك طبعا مع تعلم الحكمة من المشكلة واستثمار حدوثها معنا بأفضل طريقة ممكنة
ثالثا:
ثم تأتي مسألة أخرى وهي القناعة بأن حدوث المشكلات هو بسبب الخلل في الشخصية، وخطورة هاته القناعة تكمن في نتيجتها اللاواعية وهي فقد الايمان بحدوث التغيير
يصاب صاحب هاته القناعة باليأس والقنوط ويفقد البوصلة بل ويفقد حتى المعرفة بنفسه وبما يريد، والأصل أن يفهم أن حدوث المشكلات هو دلالة على وجود خلل ما في جزء من جانب ما من عجلة حياتك الخاصة وفقط، وهذا يستدعي استحضار أهم مبدأ من مبادئ الكون وهو التطور المستمر، فكيف لك تفعل بنفسك هذا في حين أنه لديك مبدأ عظيم يمكنك استثماره لترتقي بنفسك إلى مراتب عليا؟
خذها بروية وببساطة ليست المسألة شخصية، إنها فقط جزء من رحلتك وتطورك أو ارتقائك مراقي الكبار ليس إلا
خاتمة:
اللحظة التي تعرف فيها هاته الثلاث قناعات وتعيها بشكل جيد، وتفهم أن المشكلات كالآلات الرياضية تساعدك على أن تكون أكثر مرونة وأكثر قوة، وليس عليك سوى ركوبها لتتحقق أنت