أقوى أربع مبادئ لتحقيق الفعالية
تحقيق الفعالية لا يعتمد على العمل الجاد فقط، بل على تطبيق مبادئ أساسية تضمن أقصى استفادة من الوقت والجهد، في هذه المقالة سنتعرف على أقوى أربع مبادئ تساعدك على تحقيق الفعالية
عبد النبي بكون


إذا كنت تتساءل عن سبب ضعف أو غياب فعاليتك، فصدق أن المسألة باختصار شديد هي أنك لا تريد... نحن كثيرا ما لا نريد ما ندعي بأنا نريده حتى وإن بدت رغبتنا فيه قوية، والدليل أنك تطلب أشياء وتضع أهدافا ولا تقوم بالخطوات المناسبة ليكون لك ذلك، وذلك إما لأنك تعب أو مرهق أو أنك تجد بأن الأمر مجهدا لك ويتطلب استثمارا كبيرا من مختلف الطاقات لديك وأنت ترى أن ليس لك طاقة بذلك، وقد يكون ذلك لسبب من الأسباب الغير واعية كالرغبة في الانتقام أو عدم تكرار نموذج ما أو برا خفيا وغير ذلك كثير...، ستتحجج بأوهى الحجج والتسويغات، وتقص الكثير من القصص كي تثبت لنفسك أنك على حق، وأعتقد بأنك تدرك في قرار نفسك بأنك لا تريد ما تريد حقا وإلا ما كنت لتعلل الأمر بينك ونفسك وحتى بينك والناس
لتعلم أن تحقيق الفعالية في حياتك يتطلب أن يكون هناك قرار بذلك، لا أتحدث عن القرار الذي يأتي على هيئة التمني، ولكن خد بعزمك عن عزمك على أن تكون أكثر فعالية في أدائك أيا يكن الأمر وافصل بين ماضيك مع الفعالية واقطع مع كل ممارساتك وسلوكياتك التي تضعف فعاليتك، واجزم بأن ما تريده حقا هو تكون في أفضل نسخة منك، قد تسقط أو تثبط بين الفينة والأخرى وقد تعيش انتكاسة ما خلال الرحلة هاته، كل ذلك أمر عادي الحدود، حرر نفسك في كل مرة من قيود التجربة وما يخلق ذلك الاحتمال ثم انهض وواصل المسير
ما قلته بخصوص القرار ليس يعني بأن القرار هو المبدأ الوحيد القوي في هاته المقالة، هناك أيضا مسألة الغايات أو ما يحركك... لماذا تريد ما تريد؟، وهي الدوافع الحقيقية التي تجعل منك فعالا في شأنك كله... الغايات هدف الأهداف
ما أريد قوله هو أن القصد من تحقيق الفعالية هو التطور وليس تحقيق النتائج لذاتها وإنما التوسع في تجويد حياتنا، صحيح بأن عملية التطور هاته تجلب معها الكثير والمزيد من المشاعر الجميلة والرائعة، بل والمطلوب هنا هو استحضار تلك المشاعر الطيبة والجميلة هنا والآن قبلا بدل انتظار تحقيق النتائج بفعالية عالية
لعلك ترى من واقع الكثيرين ممن لا يحيون غاياتهم خلال لحظات عمرهم وأيامهم كيف يكون عليه حالهم من شقاء ونكد، وخسارة للحظات قوية كان يمكن اغتنامها برفقة أحبتهم أو أنفسهم أو..، وهذا يذكرني أيضا أن التكريس من أقوى مبادئ الفعالية العالية، أن تتعلم كيف تكرس نفسك في كل شأن أنت مقبل عليه، وذلك بالشكل الذي لا تكون فيه الغلبة لأمر من أمرك على حساب آخر، لأن كل جانب مغلب عليه هو مصدر تهديد لفعاليتك ولجودة حياتك... من الجيد أن تعلم هذا، لأنك في الطريق لتحقيق هذه الفعالية أنت بحاجة للتوازن ولو كان لابد من اختلال بعض التوازن لحدوث التوازن فإن هذا الحال لا يستمر لأمد بعيد ولا يمكن أن يؤثر بالسلب خصوصا إذا ما أجدت التعامل معه ولم يكن هناك انفلات
الأمر بهذه البساطة: التكريس ينتقل بصاحبه من التوازن إلى التناغم وهذا الحال يمهد للفعالية العالية بالجهد الأقل وهنا تماما تصبح قاعدة باريتو متجاوزة عندك بكثير
وأحد أقوى مبادئ تحقيق الفعالية العالية والذي لا يمكن الحديث عن كل ذلك أعلاه بدونه هو المعية الإلهية، لا معنى لكل ما تقوم به مهما بدى عظيما ولا قيمة لفعاليتك العالية بدون استحضار المعية الإلهية، إن لم يكن ذلك حبا له فلأنك بحاجة لحوله وقوته سبحانه وحفظه ورعايته.. توفيقه وتسديده.. مباركته و.. أين يمكن أن أقف؟
مثلما سبق وقلت في مقالات غير هذه إنما أنت تعبر عن نيتك، أما النتائج وهي التي تحضر هنا في صورة ثمار فعاليتك فهي ليست بيدك.. فعاليتك العالية تلك هي نفسها إنما هي توفيقا منه وفضلا، يمكنك أن ترفض هذا بقدر ما تشاء إلى أن سنن الأيام كفيلة بتصديقك له
في الختام، أنت تعلم بأن هذه الحياة لن تحياها إلا مرة واحدة فكيف يمكن أن تجل منها تجربة كانت تستحق أن تعاش؟