أهم ما يجب أن تعرفه عن قوة الاستعداد!
في هذه المقالة، نكشف عن قوة الاستعداد وكيفية تأثيرها في تحقيق النجاح والتعامل مع التحديات بمرونة، وكالعادة لن نتناول أهمية فقط التحضير الذاتي والتخطيط الاستراتيجي لتحقيق أفضل النتائج في الحياة
الوعي الفائق
عبد النبي بكون


ينسى الإنسان وهو يتخبط وسط دوامة تحديات ومشاغلها أهم عامل في الوجود لاقتناص الحقيقة، إن في كل لحظة تتجدد معركته مع الوقت والظروف تكون هناك فرص عديدة لليقظة وتوسيع الادراك ومن أجل الازدهار والنمو، لقد حدثونا عن التحفز وعن القيام بالواجب وتحمل المسؤولية لكن أحدا لم يعلم الإنسان عن الاستعداد، ذلك الحال الذي يغنينا عن الحاجة للتأقلم مع التغييرات وتجاوز هذا المستوى حتى نكون أكثر قدرة على استقبال تجارب الحياة بشجاعة وثقة
إن الاستعداد في الحياة هو المفتاح الذي يفتح أبواب النجاح والتطور وذلك لأن الحياة مبرمجة ومصممة للعناية بنا، ونحن كل ما هو مطلوب منا هو أن نكون على استعداد الاستقبال بحيث توافق تردداتنا ووعينا حقيقتنا التي تتجاوز كل أشكال الحدود أو محاولات تشكيلنا من كل الكيانات الظلامية، فعندما يكون الإنسان مستعدا على مستوى الفكر والشعور ولديه مستوى اتصال عال بالله يصبح قادرا أكثر وأكثر على استثمار كل الفرص التي قد تأتي بها الحياة لتحقيق مستويات أعلى وأكبر من اليقظة والوعي، أما مسألة تحقيق أهدافه أو نياته فلا تعدوا إلا أن تكون مجرد تجل من تجليات اليقظة لأن التركيز الأكبر يكون على اليقظة وليس الانشغال بالنفق المظلم، وذلك لأن الانشغال بالنفق المظلم هو واحد من أكبر أهداف القوى الظلامية
إننا في مرحلة لا تقبل الحياد إنما الاصطفاف، فاللعبة ليست لعبة ثنائية كما قد يتخيل البعض، بل هي إما قبول بالنور وهذا يعني غياب الظلام أو إطفاء للنور وهذا يعني حضور الظلام، والاستعداد يتطلب أيضا تفكيرا داعما وإيجابيا واعتقادا جازما بأن النجاح في هذه التجربة الأرضية ليس فقط ممكنا، بل هو حق والإنسان لديه القدرة على تحقيق ذلك الحق من خلال القبول بكل الهبات الإلهية له وبالقوة والشجاعة المزروعة فيه حتى يتجلى هو الحق الذي شاء له الله أن يكون وهذا عين النجاح في هذه التجربة الأرضية وهو عين الاستعداد لها، أما من يحول دون ذلك ويكيد فيه لعيال الله فإن الوعد الإلهي حق بتمام النور وهذا وحده يكفي ليطمئن أصحاب الهمم
ومن الجدير بالذكر أن الاستعداد للتطور والتوسع والانتشار يتطلب أيضا القبول بالفشل والخطأ كجزء لا يتجزأ من رحلة النجاح، والقبول أيضا بوجود قوى الظلام تلك بدل إنكارها أو محاولة نفيها أو التودد لها ومحاولة معالجتها، ومنه أيضا القبول بحقيقة أنها لن تذخر جهدا لإطفاء نورك، وهذا يعني أن نورك غير قابل للمساومة لأن اللحظة التي يكون فيها كذلك تكون قد بدأت تفقد البوصلة فتبدأ تفقد الثقة والطمأنينة حتى يستحوذ عليك
إن الاستعداد يعزز هذه الثقة العالية ويمكننا من تحقيق إمكاناتنا الكامنة، فالشخص الذي يستعد للحياة ويؤمن بحقه فيها يكون على استعداد لاستكشاف عوالم جديدة وإمكانيات مذهلة في ذاته، وفي كل مرة يفعل هو ذلك يتيح الفرصة للمزيد من أشكال الازدهار والنماء في هذه التجربة البشرية الفريدة