هل حقا للتخطيط أهمية؟

التخطيط ليس مجرد خطوة ثانوية، بل هو سر من أسرار النجاح وتحقيق الفعالية، لكن في هذا المقال لن نستكشف مدى أهمية التخطيط في تنظيم الحياة، زيادة الإنتاجية، وتجنب العشوائية، بل سنوضح كيف يمكن لكل ذلك أن يعيق عملية النجاح

صورة متخيلة بالذكاء الصناعي تعبر عن الاحتمالات
صورة متخيلة بالذكاء الصناعي تعبر عن الاحتمالات

أعلم بأن هذه المقالة عن التخطيط قد تكون صادمة للكثيرين خاصة أصحاب منهجيات التخطيط، وذلك لأن المسألة تتجاوز الأبعاد المادية المحدودة والتي يتم تبنيها مع إغفال عناصر أساسية ومهمة أو على الأقل عنصرا واحدا وهو عين الأمر وأصله ومنتهاه وهو المشيئة الإلهية، يمكنك أن تدرس وتحلل وتخطط بقدر ما تشاء لكن تذكر بأنك بالتخطيط إنما أنت تعبر عن النية والاختيار، والأساس أن تبقى منفتحا مع التدفق حيث يتم توجيهك وإرشادك وتقويمك بما يتفق ويتوافق مع الخطة الإلهية الأكبر من مخططك الذي لا ينبغي له أن يخرج عن دائرة المشيئة الإلهية

نحن نعلم جيدا بأن المرء وفي غمرة حركة الحياة قد يشكل له التخطيط نبراسا يبصر به شيئا من طريقه، لكن أرجوا ألا يغرك هذا ففعلا النية المعبر عنها والاختيار الموجه وفق مبدأ التدفق هما ما يمكن حقا اعتباره نبراسا حقيقية لا يريك شيئا من الطريق فقط، بل ويعلمك حتى عن أي جانب في الطريق هو الأنسب لك

إن هناك جوانب تضليلية أعمق في عملية التخطيط المرتكزة على المعطيات المادية المحضة، ويتجلى حجم قوتها في مدى الانغلاق على بقية الاحتمالات التي تأتي مع الانفتاح والتدفق، لأن التقيد دون الانفتاح تول للنفس والهوى وميل عن وعي مدرك لحقائق لا يراها الناظر بعين البصر ولكن يراها الرائي بعين القلب

إن التخطيط يمكن أن يبدأ القبول به كفكرة أو كعامل تحريك للسكة، ولو أن حتى هذا العامل سيكون أكثر قيمة وتأثيرا لو أنه نجم عن التدفق ولم يحدث برغبة تنميها الأنا وتغذيها كنبضات مزيفة مقنعة بقناع الحياة، إن القرار الذي يقود إلى الحركة المناسبة يتطلب أن يكون مصدره هو المصدر المناسب وهنا يكمن جوهر التحول والارتقاء الحقيقي الذي يتجلى من خلاله المرء الحق

المسألة إذا ليست موقفا شخصيا ضد التخطيط بقدر ما هي دعوة لتبني منهجية تخطيط حكيمة ومرنة معززة بالقدرة على التماهي مع تيارات الحياة الموجهة وفق المشيئة الإلهية، فهذا حقا هو الانفتاح المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى، خاصة ونحن في مرحلة يتم العمل فيها على الفصل في الكيان الواحد وخلق الثنائية الهدامة بدعوى الروحانية أو أيا كانت أشكال الدعاوي التي يتم تبنيها