كيف يعقل أن تطمئن في خضم كل...؟

في عالم مليء بالفوضى والتحديات، كيف يمكن للإنسان أن يجد الطمأنينة؟ في هذا المقال نستكشف أسرار الحفاظ على السلام الداخلي وسط الضغوط، ونقدم طرقا عملية لاستعادة التوازن والهدوء رغم الفوضى من حولنا

صورة متخيلة بالذكاء الصناعي تعبر الطمأنينة
صورة متخيلة بالذكاء الصناعي تعبر الطمأنينة

إن ما لا يراد لنا معرفته والوعي هو حقيقة أن الروح تعرف المهمة وتعرف أيضا الطريق والطريقة، وذلك بينما تسعى الأنا جاهدة وكل النماذج الظلامية لتكريس حالة التشوير حتى لا يستطيع الرائي رؤية الحقيقة، ويستمر بدل ذلك منشغلا بما لا سلطان له عليه، عندما ننظر لهذا الواقع نجد أنفسنا مواجهين بأكثر من مجرد أشكال إلهاء ومسارات حياتية مظللة تخبرنا عن الحياة التي أريد لنا الاعتقاد بأنها هي الحياة بينما الحقيقة أمر آخر، هناك جوهر لا يمكن للعقل البشري المحكوم بالمنظور والمادي المحض تفسيره بشكل سليم ودون تشويهه، إن الروح تعلم كل ذلك وتعرف جيدا كيف يمكننا الخروج من هذا المأزق لولا أننا ألفنا الغفلة

إن كون هذه القوة متصلة بالمصدر يعني بأنها تمتلك أهم عامل في تحقيق الازدهار في هذا الوجود، وكأنها ومن خلال العليم العلام أصبحت تعرف كيف ترشدنا حتى نخوض دروب الحياة إن شئتم القول بأمان، أقصد حتى نتم مهمتنا على أحسن ما يرام، ولكن الأنا تبحث دائما عن سبيل ووسيلة لتغذي وجودها وتطيل أمله البائس، في الواقع إن الأنا هي المرآة التي تعكس صورة الروح من خلال إظهار كل ما ليست عليه الروح، إنها بقدر ما تحاول تشويه هذه الصورة لتتلاءم مع ما يناسبها تكشف نفسها لنا، ويكفينا بقليل من الحيلة أن نكشف لعبتها من خلال عكس كل ما توحي به ونمكر بها في مكرها بنا، في الحقيقة إنها بقدر ما يمكن أن تسيء لنا تحسن لنا، فحيثما حاولت أن تقنعك بأن هناك مصلحتك تأكد بأن تلك مصلحتها هي، ببساطة تعلم بأن الأنا تعمر حيثما وجد الاكراه والعسر والمقاومة والتعقيد والثقل

إن هذه التجربة بالنسبة للأنا معركة وجود وبالنسبة لك أنت مهمة حياة الأصل أن يكون فيها تدفق، وفي هذه المعركة ليس مطلوبا منك أن تكون قادرا على تحقيق التوازن بين الروح والأنا، بل الأصل ألا تخوضها أساسا وإلا ستكون قد وقعت في واحد من شراكها، إن القدرة على سماع صوت الروح واتباعه دون تشويه أو محاولة تشكيله هو الطرقة المثلى التي نجسد من خلالها قدرتنا على الاختيار وبالتالي يقل هامش المقاومة ويعلوا ويرتفع مستوى قدرتنا على رؤية ما لا يرى

إننا حين نسمح للروح بالتعبير عن جمالها وحكمتها إنما نسمح للحياة بأن تتجلى في أفضل احتمالاتها، ولكن الأهم من كل ذلك نمنح أنفسنا الفرصة لنتجلى نحن في نسختنا المثالية