كيف نتعامل مع المعيقات؟
المعيقات وبشكل يتجاوز حدود العقل المقيد جزء من رحلتنا في الحياة وهي نعم ليست النهاية، في هذا المقال، نستكشف طرقا فعالة للتعامل مع التحديات، تحويل العقبات إلى فرص، والاستمرار في التقدم بثقة ووعي
عبد النبي بكون


عندما يتملكنا الخوف والشك وحين تكون توقعاتنا من الحياة ناجمة عن الرغبة في التحكم والسيطرة فإن خطواتنا تتعثر وتضعف قوتنا، فتصبح الأوهام والمعاني التي لدينا عن الحياة أقوى المعيقات لتصبح كل تفاصيل الحياة مظلمة ومحبطة حتى نفقد القدرة على الاستمتاع باللحظة الراهنة، في الواقع لا تمتلك المعيقات أية سلطة حقيقية على حياتنا، إنها تستمد قوتها من موقفنا نحن ونحن بقدر ما كنا أكثر يقظة حيال هذه المسألة ضعفت المعيقات وفقدت حيزا كبيرا من هامش سيطرتها
لن يكون أبدا الخوف والشك والقلق أقوى منا ومثل ذلك لن يعصف بثقتنا ولن يتم سلب إرادتنا بينما نحن أكثر يقظة وفطنة، فالحقيقة هي أن هذه المعيقات ليست سوى أوهام تخلقها الأنا لبسط المزيد من السيطرة وتوسيع دائرة امتدادها وهيمنتها، والايمان بحقيقتنا وبنيتنا وبأحقيتنا في التنعم بهذه التجربة الأرضية يذيب أكثر تلك السطوة التي تحاول الأنا ممارستها علينا، ونحن عندما نتجاوز هذه الأفكار نتيح لأنفسنا فرصة أكبر للإمساك بزمام الأمر وسحب البساط من تحت الأنا، حتى تدرك أنها لا تمثل سوى كيانا ظلاميا آخر يمكن تجاوز حيله ببساطة ودون استخفاف بمكره
إن تحويل تركيزنا نحو رؤيتنا والإمكانات والفرص المتاحة هو مفتاح أساس للتعامل مع المسألة بيقظة حقيقية، وهو أيضا عامل ضامن لزوال هذه المعيقات الزائفة، إن الأصل ليس هو البحث عن الإيجابية في كل جوانب الحياة، بل خلق هذه الإيجابية في الداخل والسماح لها بالتجلي في الخارج حتى تكون عملية التركيز أكثر فاعلية فتفتح أمامنا آفاقا جديدة من الفرص والتحديات التي يمكننا الافادة منها لتتجلى نسختنا واحتمالنا الأفضل
إن قدر الحياة ليس هو التوقف عند حواجز الخوف والشك والمعيقات الوهمية، لأن مصيرها وقدرها الحقيقي هو أن تستمر في التقدم والتطور لتتجلى هي ذاتها في افضل احتمالاتها ونسخها، وهي لا تنتظر منا سوى الاستعداد والتوافق معها والوعي بأن المعيقات بدون المعاني التي لدينا عنها حتما ستفقد سطوتها علينا، حينذاك سيصبح كل تركيزنا موجها نحو الإمكانات والفرص المتاحة لأجل الحياة التي نختار أن نحياها