كيف أبدأ من جديد حياة جديدة؟

في هذه المقالة نستعرض خارطة الطريق لانطلاقة جديدة وبدء حياة وواقع جديد، يناسبك ويتفق مع بينيتك ووعيك بكل حب

صورة تعبر عن الماضي
صورة تعبر عن الماضي

إذا لم تكن لديك عادات نجاح فبالتأكيد لديك عادات فشل، هذه واحدة من الكثير من العبارات التي طرقت أسماعنا بل وهي أكثرها شهرة وانتشارا، جميلة جدا ورنانة لكن ماذا بعد ذلك؟

هل سألت يوما ماذا يمكن أن تكون عادات النجاح هاته؟ وإذا كنت تعرف عنها فهل لديك بعض منها؟

إذا كنت تريد أن تبدأ من جديد حياة جديدة فاسمح لي أخبرك أن كل الذين بدأوا حياة جديدة واستمتعوا بحياتهم وحققوا إنجازات عظيمة لديهم ما يسمى بعادات النجاح خاصتهم، كيف ذلك؟

مثلا لدينا شخص هدفه الحصول على تسعين مليون درهم هاته السنة، كيف ستكون عادات نجاحه اليومية؟

أولا تخيل أن صاحبنا هذا وفي الطريق لتحقيق هذا الرقم كان شديد الحرص على هدفه، حتى أنه سهر الليال الطوال وسافر وعمل بكد دونما انتباه لطاقاته السبع المستنزفة، كيف يكون حاله حالما يصل هدفه؟ لا شك أن هذا الهدف في الأخير بلا معنى ولا قيمة له، فهو تحقق على حساب الكثير من الأشياء والأشخاص والأسوأ على حسابك ذاته

لم يكن يستمتع بعام من عمره ولا بأحبته أو أكله وحتى أسفاره المهنية، تخيل ذلك، حتى السفر الذي تجد الكثيرين يعدون له العدة لم يستمتع به وهو له متاح مثلما متاح له الكثير من الأحبة، وفي العالم من ليس لديه من يسند عليه رأسه

المريع في الأمر أن هاته مجرد سنة واحدة فقط، ماذا عن خمسة أو عشرة أعوام؟ ماذا عن الرقم الذي حققته بأي طاقة ستوظفه؟ تبا لكل ذلك، لم أصلا تخوض مسارا طويلا لا تعرف حتى كيف تستمتع به!

ما البداية الحسنة إذا؟

كما سبق ذكر ذلك في المقدمة، لكل الناجحين عادات نجاح، وأنت أيضا يمكنك أن تتخذ لك عادات نجاحك الخاصة، مثل ماذا؟

كأن تمارس إحدى الرياضات الخفيفة مثلا، فهي تمنحك طاقة جسدية هائلة وتمنحك القدرة على مواصلة مسيرك، وأيضا المزيد من الترفيه والمزيد من العلاقات المهمة وكذلك المزيد من التحفيز والالهام لك ولغيرك

القراءة أيضا هي واحدة من عادات النجاح القيمة، فهي وفضلا عن كونها تعمل على اتساق فصي دماغك والمصالحة بينهما فهي أيضا توسع من مداركك ومهاراتك وتقنيات جديدة فضلا عن أنها تجعلك محاورا جيدا، حيث أنك دائما ما تجد ما تتحدث فيه مع الناس، ثم أنك لا تتكلم مع الناس في غير ما ينفعهم، وهو ما يزيد ثقتهم بك وتقديرهم لك، وأيضا تمنحك الفرصة لاكتساب المزيد من العلاقات الغنية، فالناس مولعة بالقدوة أو النموذج، هذا فضلا عن أنك تتوسع أكثر وتتطور أكثر وتزيد سرعة نموك إذا كنت تقرأ في مجال اختصاصك

ومما يمكنك قراءته المجلات التي تعنى بمجالات اختصاصك، فهي تمنحك الفرصة لتبقى دوما متجددا، خاصة منها المجلات الأجنبية، لأن أصحابها متقدمون عنا في العالم العربي بكثير من السنوات، وأنت حين تطالع ما لديهم كأنك تستبق زمنك في بلادك، أعتقد أني لست بحاجة للإطالة هنا فأنت تدرك جيدا ما أعنيه

من العادات التي يمكنك اتخاذها عادة لك تلتزم بها كل يوم الامتنان، شكر ما لديك الآن يزيدك منه ومن أفضل منه، لا أعتقد أن الذي لا يمتن لما لديه سيحصل على غيره وان حدث وأن حصل كان شرا عليه، وقد يكون شرا خيرا له كي يتدارك الموقف ويتعلم ممارسة الامتنان

تعلم أن الامتنان هو رسالة منك لمولاك تخبره من خلالها أنك تستحق المزيد ومستعد لاستقبال هذا المزيد، ثم إنه ينقل تركيزك عما لا يعجبك الى ما يعجبك وهو أمر يذيب الأول ليتسع الثاني ويزيد ويكثر في واقعك، تأمل إنها ثمار عظيمة لجهد وفعل واحد، وتأمل أيضا أن غياب الامتنان لديك وحضور السخط، والانسياق خلف المشاعر السلبية يفقدك الطريق السريع إلى الذي تريده، وكنتيجة لذلك فأنت لن تصل لهدفك أبدا وإن حصل فبمشقة وبدون روح وهذا أمر مخجل

من العادات الرائعة أن تختار لك مجلس نجاح مع ثلة من الذين حققوا نجاحات مهمة في مجال اختصاصك أو في مجالات مرتبطة به، يمكنك أن تتخيل أو تتصور الى أين يمكن أن تصل بك هذه العادة! إنهم أول معلميك المجانيين، استثمارك في مسار التعلم هذا هو الوقت فقط لا أقل ولا أكثر، حيث تحمل تجاربهم الخاصة الكثير من العبر والحكم والرسائل، وتختصر عليك الزمن فمن تجاربهم وأخطائهم تتفادى أنت الكثير من الهدر الزمني لتسلك الطريق المختصر، وطبعا لا يمكنني أن أنبه الى حجم ومستوى العلاقات لدى كل واحد منهم وهو كنز لا تصدق أبدا أنك مستغن عنه

ومن أهم العادات التي يمكنك تبنيها ومن الأفضل لك ذلك هي عادة التواصل وصلة الرحم مع أحبتك خاصة والديك، تخيل دعوات يومية ومباركات يومية ومشاعر حب وامتنان، يا للروعة........، كل ذلك باتصال واحد أو زيارة خفيفة ان كانوا قريبين منك، لا يمكنك وصف هاته الروعة، ولا يمكنك أبدا حصر عوائدها عليك، فعلاقتك الجيدة مع أسرتك خاصة والديك تشكل دعامات ورافعات قوية تمنحك المزيد من الطاقات لكي تواصل مسيرتك بكل فرح

دعك من هراء الظروف والبعد والمشاكل الأسرية والحسد و....، كل ذلك مجرد تغدية للإيكو والتي تعني المزيد من الهزيمة والاندحار

كان الموسيقار ياني يقول حاكيا عن تجربة له مع والده: لقد كان كل ذلك صحيحا قبل اثنتان وعشرين سنة وما زال كذلك حتى الآن، إنها بعض من أعظم الأشياء في الحياة، الحقيقة، الخيال، الابداع، الحب، اللطف، العطف النزاهة......، كلها متاحة للجميع لأنها بداخلنا

إنها حكمة عظيمة يذكرنا بها في احدى سهراته الرائعة، ليكن سعيك للأشياء مبنيا على قيم وعادات تمنحك القوة للمواصلة، فأنت في النهاية لا تصل لأجلك ولكن لأجل الكل

تذكر أنك أنت لا تلعب في المستوى العادي، والكبير يلعب وفق قواعد الكبار، فلتكن إذا كذلك تجد الكثيرين يواكبونك ويسهمون في تقدمك وازدهارك الذي يعني في النهاية ازدهارهم أيضا، هكذا تستطيع أن تخبر نفسك أنك قد بدأت بداية جديدة لحياة جديدة تماما مختلفة عن النسخة الماضية منك