كيف يخفي الشريكين مشاعر الألم؟

موضوع يستكشف آليات الدفاع النفسية التي يستخدمها الأفراد لإخفاء مشاعر الألم والضعف، الرجال والنساء قد يتعاملون مع الألم بطرق مختلفة؛ حيث يميل البعض إلى إخفاء مشاعرهم بسبب الخوف من الضعف أو الحكم عليهم...

صورة تعبر عن الحب والتناغم
صورة تعبر عن الحب والتناغم

في كتابه الرائع الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، تحدث البارع جون غراي عن كيفية إخفاء الرجال لمشاعر الألم لديهم، وأورد ذلك في سياق السعي لتحقيق التفهم من لدن الطرفين المرأة والرجل كي يحظيا معا بحياة ملؤها التفاهم والانسجام

لقد أورد الكاتب أن الرجل يستعمل الغضب ويصدر سلوكيات تعبر عن الغضب في الظاهر، لكن الحقيقة هي أن تلك الفورة المليئة بالسخط والانفعال هي وليدة لشعور الرجل بالحزن والألم والخوف وأيضا الشعور بالذنب، والحقيقة أن الرجل يفعل ذلك بدل أن يعبر عن مشاعره الحقيقية، فمثلا حين يكون لديه شعور بالحزن أو الذنب لأنه لم يستطع توفير حاجيات ومتطلبات زوجته أو أحد أبنائه فهو يعبر عن ذلك بالغضب، حتى أن الطرف الآخر يشعر بأنه غاضب منه، في حين أنه غاضب من نفسه وليس غير ذلك

أما المرأة فهي تعبر عن تلك المشاعر من خلال دخولها في حالة من القلق والهم، فتجدها ودون سابق انذار تدخل حالة القلق دون أن يفهم الرجل ما يحدث، والحقيقة أن المسألة تتعلق بحزن ما أو شعور بالذنب أو خيبة الأمل والغضب، ليس للأمر علاقة بالقلق والهم فهي فقط تحاول أن تخفي شعورها بالذنب وحزنها لذلك ولغيره

وبينما يستعمل الرجل اللامبالاة لتفادي مشاعر الغضب لديه، وهي حالة من الهروب يمارسها الرجل بدل أن يعمل على مواجهة الموقف، فالمرأة تدخل في حالة من الاضطرابات الداخلية للتغطية أو التعبير عن حالة السخط والإحباط الذي تشعر بها حيال موقف ما أو واقع ما

ويستعمل الرجل الغيض للتعبير عما يشعر به من آلام تجاه موضوع ما، في الوقت الذي تقوم المرأة بالتعبير عن أنها تشعر بالندم من خلال التعبير عن الأذى، فهي بدل أن تقول مباشرة أنها نادمة عن أمر ما فهي تخبر الرجل أنها تشعر بأنها قد تأذت

ويتظاهر الرجل بالاستقامة لتفادي الشعور بالشك، ويستعمل الخجل للتعبير عن الأسى، والمرأة تعبر عن الخوف من خلال الشك والشعور بالأسى

ومثلما يستعمل الرجل الهدوء للتعبير عن خيبة الامل والشعور بالعار، فالمرأة تستعمل الأمل كطريقة لتجنب الشعور بالفجيعة، ويوظف الرجل الثقة للتغطية عن شعوره بعدم الكفاءة، والعنف لإخفاء الخوف، في حين تستعمل المرأة العرفان أيضا لإخفاء الحزن وخيبة الأمل، وأيضا تمنح الحب لأجل تفادي الشعور بالألم والغضب

من خلال هاته السلوكيات يحاول كل من الرجل والمرأة إخفاء مشاعرهما الحقيقية، والحقيقة أنهما يخفيان شيئا أكبر من ذلك بدون وعي منهما، إنهما يخفيان مشاعر مكبوتة تكونت لديهما من السيناريوهات السابقة لهما ولأحبتهما، إنها ما يسمى بكتلة الألم، فما يحرك انفعالاتنا حقا لا يشكل تأثيره سوى عشرة في المائة، والفاعل الحقيقي والذي هو كتلة الألم فهي المؤثر الحقيقي والمحرك لمشاعرنا وانفعالاتنا وذلك بنسبة تسعين بالمائة

من هنا يتضح أن لا ذنب لأي من الزوجين في كل التوترات التي تحدث بينهما، والوعي بذلك يحررهما ويقربهما لبعضهما أكثر