ثلاث أسس أساسية للثقة العالية

الثقة العالية هي مفتاح النجاح في الحياة الشخصية والمهنية، ولكن بناءها يتطلب أسسا قوية ومستدامة، في هذه المقالة، سنتناول ثلاث أسس أساسية تساهم في تعزيز الثقة بالنفس

عموما يبقى موضوع الثقة العالية بالرغم مما كتب فيه موضوعا يحتاج بالأساس للعمل على الباطن.. باطن الإنسان وما يحويه من أفكار ومشاعر وتجارب وبرمجيات متناقضة ومتضاربة والتي تلقي بنا في براثين المعاناة، والأسس الثلاثة الأساسية للثقة العالية التالية يمكن القول بأنها توجيه لطيف للوعي وإعادة برمجة غير مكلفة له لمساعدته على التحرر وتجاوز تلك المعيقات الدخيلة بل وإزاحتها ونسفها من أصلها نسفا

1 إعرف ذاتك

لأن معرفتك من أنت وما حقيقتك التي تجاوز المادي إلى ما هو أكبر منه تساعدك على استرجاع الثقة العالية، فلا يعود لأي شخص أو موقف كيفما كان السلطة عليك فيحدد من أنت أو ما أنت، وتبقيك في حالة انتباه لكل ما يعتريك من مشاعر وأفكار خاصة لحظة الإثارة والانفعال وتبقيك مؤمنا تمام الإيمان بأن الذي هو أنت تحدده أنت وليس أي كان وقد منحت كل الإمكانات لتكون في أفضل احتمالاتك

لقد علمتني الحياة أكثر من ذلك وما كل الناصحين لك أوفياء، تعلم أنت أيضا ذلك وانتهز فرصة معرفة ذاتك كيلا تشعر يوما بالذنب تجاه مواقف كانت تستدعي الشجاعة وتتطلب منك أن تكون حازما.. صلبا ولم تكن أنت ساعتها على الموعد

2 سيطر على نزواتك

الصوت الداخلي أو الضمير لديك ذكي جدا، وكونه الجزء اليقظ منك فهو يشعرك بوعي أو بدون وعي منك بكل ما يخدش مروءتك، ومن ذلك النزوات التي ستسيطر وتستحوذ عليك كلما استجبت لاستدراجها لك

حينما نستعمل مصطلح السيطرة على نزواتك فإننا نستخدمه هنا كمصطلح لتصلك الفكرة والمقصود منه أكبر من ظاهره النابع من التحكم، ونحن هنا نرمي للتسامي عن النزوات وعن خوارم المروءة التي يمكن أن تعمق الإحساس بالذنب أو النقص بصاحبها فتصير مسألة الثقة العالية لدى المرء مسألة ضاغطة بدلا من أن تكون مجرد خيار نكون فيه بكل بساطة دونما تكلف

على عكس ما يصور بأن الواثق بنفسه يشبع ويغدي من النزوات ما يشاء وقتما شاء حيثما شاء مع من شاء أيا كانت هذه النزوات، إنما هو في الحقيقة يخفي ضعفه باستعراض عضلاته الهوائية، وما من حاجة هنا للحديث عن الأغراض والدوافع الأخرى لمثل هذا التسويق لمثل هذه النماذج

من يمتلك ثقة عالية ليس بحاجة لإظهار أي شيء أو إثبات أي شيء لأي كان، وذلك ليس عجرفة منه بل سموا فوق كل ذلك، فلا يكون ضعيفا أمام نزواته بل قويا ولديه من الشجاعة ما يكفي ليرعى النسخة الأفضل منه

3 شرف ذاتك

بطبيعة الحال التسامي على النزوات ليس معناه الزهد في فضائل الله ونعمه بل نقصد به هنا في هذا المقال إضافة إلى التسامي عن النزوات أن تقوم بما تقوم به بقصد التشريف بعيدا عن المراءاة والتباهي أو التفاخر وما شابه ذلك

يتحقق هذا التشريف من خلال النية التي تحرك بها الأشياء وكل ما تصنعه، كأن تشتري القميص الثمين تشريفا لذاتك وليس مفاخرة، أو تركب سيارة فارهة امتنانا لمولاك بدل أن تركبها مباهاة أمام أقرانك، أو أن تفعل الشيء المناسب ليقال عنك فلان كذا وكذا بدلا من أن يكون ذلك منك شكرا وامتنانا أو مهما تكن مقاصدك.. هكذا يكون الأمر

يعزز تشريف الذات الثقة العالية ويقويها أيضا لكون الذي يشرف ذاته لا ينتظر تشريفا من أحد غير مولاه، ويتجه بكل تركيزه إلى ما يطوره وينمي مهاراته وقدراته، لذلك أعتقد يقينا بأنك حين تبادر بتشريف ذاتك وتخلي نفسك من أي انتظار لك من الآخرين كيفما كانت درجة قرابتهم أو صلتك بهم فإنك تعلن عن نقلة قوية لا في احتمالاتك المادية ولكن أيضا في مستوى وعيك