ما يفعله الامتنان الصادق بنا
الامتنان الصادق يفتح أبواب السلام مع الحياة ويمنحنا القدرة على رؤية الجمال في هذا الوجود، مما يعزز الرفاهية النفسية ومناعتنا الروحية ويقوي روابطنا بالآخرين، إنه قوة تحولنا من الاستياء إلى التقدير الحقيقي لتجربتنا
الوعي الفائق
عبد النبي بكون


يفعل الامتنان الآت بإكراه ما يفعله الاستياء من الحياة بحياتنا، أي أنه يخلق احتمالات أخرى من أسباب ودواع الاستياء ومثل ذلك وأسوأ منه يفعله الشعور بالعرفان، وعلى العكس من كل ذلك فإن الشعور الصادق بالامتنان يجعل حياتنا مباركة ومن تجربتنا الأرضية هذه تجربة مجيدة، ويمكنه أيضا أن يشفي من الأمراض الروحية ومن البرامج الخبيثة الموروثة فأحراك العضوية، ويعين أيضا على تجاوز الشدائد ويمكن للاحتمالات الأفضل، بل يرفع الهمة والعزيمة ويوسع القدرة على الاستقبال ويزيد الرضى ويعزز الصلة بالله أكثر وأكثر
عندما يملأ الامتنان الصادق قلوبنا فهو يفعل فعل الشعلة إذ تنير ظلمات النفس فتتغير نظرتنا للحياة وتتبدل معانيها ومفاهيمنا فيها، كالقوة الساحرة تدفعنا لنرى الجمال في تفاصيل الوجود الصغيرة
بالامتنان الصادق تفقد الصعاب معنى الصعوبة وفي أقل الأحوال ستكون وتبدو أقل صعوبة. لأن الامتنان يتيح المجال لتتجلى قوة الروح والإيمان فتفعل فعلتها في كشف قدراتنا الكامنة التي سعت الأنا جهدها لطمسها بإتاحة المجال للاستياء وتصويرنا في أنفسنا كالعجز، إننا بفتح قلوبنا نشرع في القبول برحيل كل ما ليس نحن والقبول بحقيقتنا فنتيح لها المجال لتتجلى أكثر وأكثر في كل مرة نمتن بصدق
إنني لا أرى من داع لأحدثك عن أشكال الامتنان وأنواعه ولا بأننا لسنا بحاجة لسبب ما حتى نمتن لأن كل ذلك تحدثت عنه كثيرا فيما سبق من مقالاتي على مدونة يقظة، إن هذه المقالة تأتي كتذكير فقط بما يمكن للامتنان الصادق فعله في حياتنا خاصة في رحلة التشافي
إنني أتفهم وأفهم بأنه قد يبدوا ليس من السهل دائما أن نكون ممتنين في زمن الابتلاء والضغوط، لكن هنا تكمن قوة الامتنان الصادق، إنها تجربة داخلية تحتاج إلى مران وصبر وإتاحة المجال الكافي لكل تلك المشاعر لأجل المغادرة بلطف، ففوائد هذه العملية تجعل كل جهد فيها مستحق، أولم نقل بأن الامتنان يشفي الجروح ويعين على تخطي الصعاب، فكيف يمكن أن يكون ذلك إن لم نتح المجال لكل تجربة نختبرها لترحل عنا بسلام؟