الطريق إلى الحرية المالية ج 4

في هذه المقالة نتحدث عن الحرية المالية من خلال التركيز على تحسين الوعي قبل التخطيط المالي، أو استثمار الأموال بحكمة، وتطوير العقلية المالية التي تدعم الاستقلال المالي طويل الأمد

صورة لعد المال
صورة لعد المال

المقدمة:

تحدثت في مقالات سابقة عن الطريق إلى الحرية المالية، ولست أعتقد أنه من الصواب الحديث عنها دون الحديث عن المحاذير التي يجب أن تحذرها وتنتبه لها، فمن خلال تجربتي الشخصية فاجأتني هاته الحياة بالكثير من المفاجآت التي قد تكون صادمة أحيانا كثيرة وأحيانا أخرى مدمرة لولا ألطاف الله وأن العزيمة على الأمر كانت أكبر من كل ذلك

لهذا تأتي هاته المقالة الغنية لتساعدك في تفادي الأخطاء القاتلة والتي تمنعك من الحرية المالية، وفي ختامها أضع بين يديك هدية متواضعة أرجوا أن تستقبلها بكل حب فهي ستكون بالنسبة لك كالدعامات أو الواقيات التي تقيك تلك الضربات التي تأتيك على حين غفلة منك

لماذا تختار الثراء؟

انتبه إلى أني قلت يجب أن تختار الثراء وليس يجب عليك أن تكون ثريا فالأمر في الأول والأخير منوط بك، ثم من أنا لأفرض عليك أمرا ولست سوى محبا لك، المسألة كلها في الأول والأخير اختيار...

إذا تعلمت أننا في هاته الحياة لأمرين الخلق والرفاه، وفي واحدها العبادة وفي الثاني المكافأة واستقبال المكافأة عبادة، إن دورك في هاته الحياة هو الاعمار وهو ما قد تتعدد صوره ومظاهره لكنها تشترك جميعها في الثراء، فباختيارك للثراء تتخلى عن أنانيتك التي تقويها فيك الحاجة والفقر

اختيارك للثراء هو اختيار للقدرة على العطاء والبناء والاعمار وتوفير السعة للأقربين والأبعدين وتسهيل الحياة، أولم ترى إلى الحياة كيف أنها كلما زاد الأثرياء زادت سهولة ورخاء وتوفرت السبل والوسائل للعيش الكريم، لتفهمني جيدا تأمل الواقع الآن وقبل عشرين عاما من الآن وسترى

أما الرفاه فهو مكافأتك التي تتلقاها حين تختار الثراء والحرية المالية

هل الأثرياء أشرار؟

الأثرياء أشرار، نفسها هاته الفكرة هي الشريرة وصاحبها هو الأشر، ففي الحقيقة المال يظهر معدنك وفقط، إنه يكشف حقيقتك ولا يصنعها، من أنت وما أنت لا علاقة له بالمال، لذا ستجد الأشرار في فئة الأثرياء كما ستجدهم في فئة الفقراء مثلما تجدهم في فئة الطبقات المتوسطة والكادحة

المسألة إذا ليست لها علاقة بالمال، إن لها علاقة بالبرمجة التي أنت عليها، وإذا ما سولت لك نفسك بهذا فتذكر أن الهاتف الذي بين يديك الآن أو الحاسوب وكل وسائل الراحة المتاحة لك هي بسبب أولئك الأثرياء الذين تلعنهم وتنسى أنه سبحانه يقول وجعلنا بعضكم لبعض سخريا

أخطاء خطيرة عليك تجنبها؟

حسنا، بعد قول ذلك أعتقد أنه قد حان الوقت لأحدثك عن الأخطاء التي عليك الانتباه لها وأنت في الطريق إلى الحرية المالية

الأحكام:

واحد من أخطر الأسباب التي تبقين في المستويات الدنيا من سلم الحرية المالية هو الأحكام، إذا كنا نصدر أحكاما هنا وهناك على المال وأهله فكيف تتوقع أن تحصل عليه بوفرة وأنت قد نسيت أنه نعمة وأن أهله لم يكونوا ليكونوا أهله إلا بأمر الرزاق

تذكر بأن أحكامك عائق ومانع ولا شيء تربح منها فلم إذا يجب أن تتمسك بها؟

استعجال النتائج:

نحن هنا لا نتحدث عن مسابقات المليون دولار أو اليانصيب التي لا تصنع حرية مالية بقدر ما تصنع المزيد من فقراء، لذا تفهم أن الطريق أمامك قد يكون طويلا بغض النظر عن معنى طويل لديك، لذلك تنبه إلى أن استعجال النتائج يبقيك في الحضيض، فالصير الصبر إلى أن تنال بغيتك ومناك

الانشغال بالأمور التافهة:

الذي يريد أن يكون حرا ماليا لا ينشغل بالواقع إنه يصنع واقعه، إنه لا ينشغل بالساسة اللصوص أو بالموظفين الكبار اللصوص أو بأخبار الحوادث والقيل والقال، يجب أن تفهم أن هدفك هو أن تحقق الحرية المالية، كن حرا ماليا ثم غير في الواقع

بربك لم يجب أن تخوض حربا ليست بحربك؟

تريد أن تكون مؤثرا في الواقع؟ ابدأ بواقعك الشخصي

السهو:

لا أتحدث عن السهو البسيط الذي ينتابك لحظة ولحظة بل عن الذي يبقيك منشغلا عن هدفك بأن تكون حرا ماليا

ابق مركزا على هدفك

الانفاق بغير وعي:

لقد برمجنا على الانفاق بغير وعي لعدة أسباب، منها الهروب من الحاجة والخوف من الجوع ومحاولة الارضاء وتغدية جوع داخلي وغيرها من أسباب الانفاق اللاواعي

ابق متوازنا وحكيما في انفاقك بحيث أنك لا تشتري فقط لأنك ترغب بالشراء ولكن لكون ما تشتريه هو صفقة جيدة ومربحة لك

البحث عن رضى الناس:

سيكون من الغباء أن تبحث عن إرضاء أحدهم، لأن هذا سيبقيك أسفل أحديتهم اللعينة، أمسك زمام أمرك وانطلق فالكون يزيح الكيانات الضعيفة ويمكنك تأمل تاريخ الإنسانية لتتعلم هذا

لا عليك من:

حسنا، لقد وعدتك بهدية في آخر هاته المقالة وهاته هي وهي عبارة عن مجموعة من الأشياء التي عليك ألا تكترث بها وتخشاها وأنت تسعى لحريتك المالية

لحظات الحاجة المالية:

كل العاملين لأجل حريتهم المالية تأتيهم لحظات الحاجة المالية فهي شيء طبيعي وعادي الحدوث فالكون لابد أن يختبر عزمك وصدق نيتك

تخلي الرفاق:

لأنك تدخل عالما طاقيا مختلفا يصبح من العادي جدا أن يتخلى عنك رفاقك بسبب وبغيره وأحيانا بطريقة قاسية فيها من الاتهام والإساءة لك ما لا يحتمل

كل هذا أمر عادي الحدوث فلا تجزع فهم إن لم يقدروا ويحترموا رغبتك فلا شأن لك بهم وستمنحك الحياة غيرهم وأفضل منهم

لا:

ستسمع الكثير من لا فابق متماسكا وقويا إلى أن يأتي اليوم الذي تبحث فيه عن لا فلا تجدها

السخرية والتهكم والاستخفاف:

لأنك تقوم بما لم يتعودوه منك ولم يجرؤوا هم على تبنيه وطلبه ستتعرض للسخرية والتهكم والاستخفاف بقدراتك وطاقاتك الهائلة

لابأس، واصل المسير وليذهبوا هم إلى الجحيم

الوحدة:

ستأتي عليك لحظات تجد فيها نفسك وحيدا وكأن الكل تخلى عنك، إنها مجرد تهيؤات خادعة، هناك دوما من يعتني بك ويؤمن بك وأنت لست وحيدا ولو كنت لا ترى ذلك فعقلك في شق منه يقومك

لا عليك ابق قويا وستجيبك الحياة بكل الحب الذي تستحقه

الخاتمة:

كلي رجاء أن هاته المقالة ستحدث تغييرا قويا في حياتك وستبقيك قويا جريئا في طلب حريتك المالية