الخوف كما لم تقرأ عنه من قبل!!

تغوص هذه المقالة في عمق الخوف وتكشف جوانبه التي غالبا ما نتجاهلها، وكيف يمكن أن يكون أداة لتحفيز النمو الشخصي إذا تم فهمه واستخدامه بشكل صحيح، سنتناول أبعاده الخفية وكيفية تحويله من عائق إلى دافع قوي لتحقيق الإنجازات

صورة متخيلة عن خلو القلب من الخوف
صورة متخيلة عن خلو القلب من الخوف

في ظلمات النفس تتقاطع ملامح الخوف والشك وتهيمن لأن ملوك الخبث كثر، ولأن كل واحد منهم يريد حصته منا يحاصرنا القلق وتستحوذ علينا الحيرة ويخيم الغموض على أفق الحياة إذ لا شيء يمكن أن يكون واضحا في الظلمات أو على الأقل هكذا يبدوا الأمر، وبالرغم من أننا في شق منا نسعى جاهدين لتحقيق الطمأنينة والسلام الداخلي، إلا أن ذلك الشعور بالراحة يبدو بعيدا جدا عنا ينما نحن معتقلون في بحور الظلمات

إن سعي ذلك الشق منا يغفل عن حقيقة كون الخوف إنما هو نتاج غياب الثقة، ذلك الثقب الأسود الذي يبتلع الأمان ويحجب النور الجلي في بحور الظلمات، يا عزيزي إننا عندما نجد أنفسنا عالقين في متاهات الشك والتردد نفقد القدرة على الاسترخاء والاستمتاع بأجمل ما في الحياة فذلك لأن ثقتنا بالله ليست على ما يرام، ذلك الخيط الرفيع الذي يربطنا بالسماء يمنحنا القوة للتحليق بعيدا فلا تعصف بنا الحياة مواقف الحياة لتسكن فينا الخوف بقدر ما تصير فرصة لتسكن أنفسنا ولتطمئن قلوبنا

إن المتأمل في هذه التجربة البشرية يكتشف بأن الثقة في الله تتجلى في كل شيء من حولنا، في تداخل الأشجار وتغريد العصفور، في زهور الربيع ونسمات الهواء... بل حتى في بركان سئم الخمول نرى بوضوح الدافع الذي يحرك الكون بأسره، وندرك بأننا لسنا وحدنا في هذه الرحلة وبأن رفيقنا فيها لن يخذلنا أبدا مهما بدونا عزلا بلا حول ولا قوة

نحن عندما تفقد قلوبنا ذلك الاتصال الروحي العميق المطمئن لله يسودنا الخوف ويعمي قدرتنا على الرؤية.. رؤية حتى خما لا يرى، حي ننسى بأننا محاطون بلطف الله الخفي عن إدراك العقل والنفس فإننا نفتقد حضرته بجانبنا في كل خطوة نخطوها وهو ذلك النور الذي يضيء دربنا في الظلمات، بل ويعيننا على تجاوز تحديات الحياة بكل شجاعة وثقة وينسب كل ذلك إلينا ويكافئنا به

في كل قصة حب تنبثق الثقة كأساس للعلاقة الحميمة والمتينة، ونحن مثلما قد نثق في أن الحبيب سيمسح دموعنا وعن قلوبنا الحزن ويشاركنا الفرح، فكذلك يكون الشأن في الحب الخالص لله إذ يجب أن نثق أيضا في قدرة الله على إدارة مصائرنا وتوجيه خطواتنا، إنه ذلك الإيمان العميق الذي ينبعث من قلوبنا ويغمرنا بالسلام والطمأنينة حتى في أصعب اللحظات وأحلك الظلمات

إن تجاوز الخوف يكون بتمام الطمأنينة إلى الله والثقة واليقين التامين والتمسك بحبل الله الذي لا يضيع عياله، ففي ثقتنا بالله نقبل عليه بكل ضعفنا ليمنحنا هو كل القوة التي يسعها وعينا فالله متم نوره ووعد الله حق