كل ما يجب أن أعرفه عن الذات المزيفة؟

الذات المزيفة هي القناع الذي نرتديه دون وعي نتيجة للبرمجة المجتمعية والتجارب السابقة، مما يبعدنا عن حقيقتنا الأصيلة، سنكشف كيف تتشكل الذات المزيفة، وكيف تؤثر على قراراتنا وعلاقاتنا....

ما القناع الذي ترتديه، وما الذي تحاول أن تخفيه؟
ما القناع الذي ترتديه، وما الذي تحاول أن تخفيه؟

في حين أن الذات المزيفة هي من يقود حياتنا بدون وعي منا وفي انفصال تام عن الذكاء اللامحدود، فإننا و يا للسخرية نعتقد أننا نحن من يسيطر على مسارات حياتنا ونحن نتخبط في الكثير من الأزمات والصراعات الداخلية والخارجية

باعتقادنا أننا نحن نحن بما نملك وبما نفعل متجاهلين أن كينونتنا الحقيقية أكبر مما نملك وما نفعل، لأن ما نملك زائل وضئيل أمام ما يمكننا الحصول عليه أو سبق منا الحصول عليه ولم نعه بعد، وما نفعله محدود أمام ما يمكننا فعله وما يفعل لأجلنا من لدن كائنات ومكونات أغلبنا لا يعرف عنها شيئا وقد يكون منها المرئي الذي لا نراه والمرئي الذي نراه، والغير مرئي الذي لا نستطيع رؤيته ولا الايمان بوجوده أو بأنه يخدمنا

يجب أن نتذكر أننا في مجال الاحتمالات اللامتناهية نستطيع تحقيق كل ما نريد، وتحقيق ما لا نعلم أننا نريده، لكن ذلك لا يعني أبدا أننا نحن بما نملك وبما نفعل، فنحن نحن وأكبر من كل ذلك

تخدعنا الذات المزيفة حين تجعلنا نعتقد أيضا أننا لسنا متصلين بكل مكونات الكون وأننا نحن منفصلين عن كل الآخرين، لأنها تريد أن تعمينا عن حقيقة أننا جزء لا يتجزأ من هذا الذكاء اللامحدود المتصل بكل شيء والمرتبط بكل شيء

إنها تفعل بنا ذلك خوفا وإلهاء لنا، لأنها تعلم يقينا أننا نستطيع أن نذيبها ونتحرر منها حين نعلم حقيقة أنها مسؤولة عن كل الارتباك في حياتنا وأنها بذلك تجعلنا نؤثر بسلبية على كل شيء

وتجعلنا أيضا ننشغل عن أنفسنا بصرف انتباهنا لما يراه الناس فينا فنعتقد أننا نحن بما يعرفه الناس عنا، في حين أن ما يراه الناس فينا هو انعكاس لدواخلهم وليس يعكس البتة ما نحن عليه

مع أننا متصلين بالآخرين كجزء مكمل أو منبه يمكنك اعتباره ما شئت، فنحن لسنا أبدا بما يعرفه الناس عنا ولا يعرفوننا به، الأمر تماما كالتفريق بينك وانجازاتك فأنت أنت وإنجازاتك نتائج في واقعك

نحن منفصلون عن الله الخالق، بهذا الاعتقاد تجعلنا الأنا المزيفة نتحرك ونتصرف بمعزل عن الله سبحانه، في عملية استدراج لنا لنتوكل على أنفسنا بدل أن يكون هو ولينا ووكيلنا فيما نقوم به، فنبرأ من حولنا وقوتنا إلى حوله وقوته، لأن الأنا المزيفة تحب أن تكون صاحبة الفضل

إنها بذلك تجردنا من أعظم وسام يمكن أن يتقلده المرء، إنه الحضور الإلهي من خلال حضور أسمائه الحسنى في كل ما نقوم به

بقدر ما يمكنك اعتبار الأنا المزيفة عدوة مخادعة بقدر ما يمكنك اعتبارها صديقة ملهمة، فهي ومن خلال تعمدها الدفع بك باتجاه ما يضرك تدفع بك في الحقيقة باتجاه ما ينفعك، والسر يكون في اللحظة الآنية وقراءة ما يحدث فيها