كيف أخلق واقع جديد لي؟
خلق واقع جديد يبدأ بتغيير القناعات ورفع مستوى الوعي واتخاذ قرارات تعكس الرؤية الجديدة، عبر التخيل الإبداعي وتوجيه الطاقة بوعي، يمكن تجلّي واقع يتماشى مع الطموحات الحقيقية
عبد النبي بكون


يؤمن الكثيرون منا أن الأفكار المتغيرة تصنع واقع ونتائج متغيرة، لكننا مع ذلك نجد صعوبة في خلق واقع مختلف عن الواقع الحالي لدينا، فنحن لم نفهم أيضا أن الأفكار السهلة والبسيطة تحقق لنا الكثير، وتمسكنا بالتعقيد كآلية بدى لنا أنها هي المفتاح السحري لنتحقق
ليس هذا وفقط، وصحيح أننا كثيرا ما عانينا من كل ذلك التعقيد، لكن أيضا كثيرا ما عانينا حين نتعرض للرفض، سواء من الأشخاص أو المؤسسات أو الهيئات حين يتعلق الأمر بنياتنا وأهدافنا، مثلما نتعرض للسخرية من عقول ملؤها الهراء والهروب من أخذ مسؤولياتها ولعب دورها في الحياة، وللمحاربة من لدن أقوام تعتقد أن في نجاح الآخرين تهديد لها، أصحاب هذا التفكير يجهلون أنهم يكونون أكثر قوة كلما ازداد من هم من حولهم قوة، لكن شعورهم بالتهديد يفوت عليهم الكثير وبذلك يكون هو التهديد الحقيقي في واقعهم
حسنا...
إنك ولتخلق واقعا مختلفا تحتاج أن تعرف شيئا مهما، وهو ما يعرف بقاعدة باريتو، وهي التي تقول أن الكثيرين منا يعملون بجهد بمعدل ثمانين بالمائة للحصول على نتائج بمعدل العشرين في المائة، أي أنهم يقومون بجهد كبير للحصول على نتائج أقل بكثير
ومن الناس من يشتغل ويعمل بجهد يعود عليه بنتائج معادلة للجهد الذي يقوم به، والأصل هو أن يكون هناك عمل بجهد معدله عشرين بالمائة للحصول على نتائج بمعدل ثمانين بالمائة، وهاته هي قاعدة باريتو، وليس المعنى والمراد بها الأرقام بعينها بقدر ما أن المراد منها هو أن تقوم بجهد أقل وبشكل ذكي وسريع وفعال للحصول على نتائج أكبر وأكثر فعالية وتأثيرا
إنك بذلك تستطيع أن تحقق الكثير من النتائج، فمهما كانت العقبات التي تجدها في طريقك كالمعارضة والرفض والسخرية والمحاربة، فإن المانع الحقيقي لتطورك وتحقيقك واقعا مختلفا عن الواقع الحالي هو ثلاث أشياء، والخطير أنها نابعة من داخلك أنت وليس آتية من الخارج
أولها: أنك دوما في حالة نفسية متشائمة، تبا لذلك! ما الذي يمكن أن يحققه هذا الهراء؟
لا شيء طبعا، لكن لم التشبث به؟؟؟
اللعنة على ذلك، فلتستمتع بحياتك إذا واخلق البهجة والتفاؤل والأمل والفرح بداخلك، لا أطلب منك أن ترقص في الشوارع وإن استطعت افعل ذلك، لكن حقا ما المانع من ذلك
ثانيها: عدم القدرة على تحديد الأهداف، وهي حالة الغبش التي تعتري الكثيرين لما أسألهم مثلا عن مرادهم من الزواج، أو مرادهم من العمل أو طلب وظيفة ما، وهذا طبعا إن علموا حقا أن هذا الهدف هو ما يريدونه
للأسف لم يعلمونا يوما أن نختار ولم يمنحونا الفرصة لنختار، لذلك تجدنا اليوم عاجزين عن تحديد أهدافنا والتعرف عليها، لكن يجب ألا نغفل أننا نحن أيضا اليوم لا نسمح لأنفسنا بذلك مثلما فعلوا هم بنا، وقد كان عذرنا أنهم هم السبب لكنه بعد معرفة هذا لم يعد كذلك وأصبح الأمر منقلبا علينا، وأصبحنا مدعوين أكثر من ذي قبل إلى تعلم معرفة أهدافنا وتحديدها وتعلم كيفية التعامل معها
ثالثها: الجهل بأهمية الأهداف، إنه في الحقيقة رغبة دفينة في هدر الفرص، ما تفعله حقا هو أنك تتجاهل كل تلك الهدايا والهبات المتاحة والمسخرة لك، متغنيا بما يمكن ان يسمى بالقناعة، لكنك تغفل أن القناعة هي واحدة من مواقف الأنا المزيفة التي تخدع بها نفسك، ذلك أن أثرها ونفعها الوهمي محدود في حدودك المادية ولو أنه ذا تأثير سلبي عليك، في حين أن عملية تحقيق الأهداف هي عملية ذات نفع عام وشامل وفي الحقيقة لا تستطيع حصر عدد الأشخاص والأشياء والكائنات التي تستفيد من عملية تحقيق الأهداف
وعيك بكل ذلك وعملك على أن تكون أفضل نسخة منك يساعدك حقيقة على خلق واقع جديد ومختلف عن واقعك الحالي، آمل صادقا لك الطمأنينة والتطور والازدهار وبكل حب