موجز ارتقاء الوعي

نستعرض رحلة الإنسان نحو فهم أعمق لذاته والعالم من حوله، وتسلط الضوء على أهمية الوعي في تحقيق المناعة والنمو الروحي، إنها دعوة لتجاوز البرمجيات السلبية وفتح الأفق نحو تجربة حياة أكثر وعيا وحكمة

الوعي الفائق

صورة بالذكاء الصناعي متخيلة لشخصية تجسد حالة الوعي الفائق
صورة بالذكاء الصناعي متخيلة لشخصية تجسد حالة الوعي الفائق

في كل موقف من مواقف هذا المرتحل هناك نور يثبت على المسار يغوي العاجز للهاوية، ويدفع اليقظ الفطن لتفعيل مستوى اتصال أقوى وأعلى، لكن هذا الاتصال الأقوى إنما يحدث بحدوث المزيد من الانفتاح على حقيقتنا وليس على ما ليس نحن، إنه حالة أو وجه آخر للشكر يعلم النظر للداخل ويسمح باستقبال المزيد من أشكال الحب والحياة، وفي كل مرة يحدث ذلك يتسع وعي المرء وتزيد طمأنينته إلى أن أمره إلى خير وتصبح قدرته على هجر الرجز يسيرة ومناعته أمام الظلم والظلمات عالية

لا يصادف المرتحل مواقف تمثل تحدياته ولا يصادف فرصا يمكن أن تجعل منه من هو حقا، فهذا الكون مصمم بدقة ولا مجال فيه للصدفة ولا للمقامرة، وفي كل موقف منه ستجد نورا يثبتك على المسار الذي تبنيت أهو الغواية أم هو الارتقاء؟

هل يغوي النور؟

أولم يرى إبليس ذلك النور.. ألم يختر الغواية مع ذلك؟

النور يخرج ما فيك ويبقيك حيث ترى من أنت، فلإن كنت ترى بأنك لست أهلا بالنور وأليق بك الظلام فمقامك حيث أقمت نفسك، وإن كنت ترى كرم الله لائقا بك فأنعم به تكريما ورفعة منه واستقبل خيراتها وبركاتها عليك وعلى أمم ممن معك إلى حين، ذلك الحين هو الأجل الذي علمه عند الله وفي جزيء منه يرتبط بمدى متانة هذا الاتصال الأقوى لدى تلك الأمم التي معك، أما إلى أي مدى يكون انفتاحها فمرد ذلك لاستعدادها وميلها

الآن وقد علم لدينا بأنه كلما كان المرء أكثر انفتاحا كلما زادت فرص ارتقاء وعيه درجات أعلى وأتيح المجال لبناء وعي جمعي يتجاوز كل أشكال الغواية، فالوعي لا يرتقي بالانغماس في الأحكام لأن هذا تعبير عن الانغلاق وهو يعيق عملية ارتقاء الوعي ويشوش على استلهام الحكمة من التجربة، وهو أيضا لا يرتقي بإنكار الوجه البشع للحياة فهذا أيضا انغلاق وهو يمهد لوعي مشوه ينبني على الزيف والوهم ويقوم على الكذب، ونحن متى ما تعودنا الكذب اتسعت الهوة بيننا وهذا الملكوت وتشكلت لدينا حالات ومستويات انفصال أكثر خطورة

إن الخروج من كل هذا التعقيد يبدأ في القبول بوجود الظلم والظلام واختيار الوجهة المناسبة فنحن لن نعرف حقا حقيقتنا ما لم نقبل ونعترف بوجود نقيضنا، وفي كل مرة نفعل ذلك يحدث هناك ارتقاء في الوعي