أهم ثلاث مفاهيم عن العطاء

العطاء ليس مجرد فعل مادي، بل هو مبدأ روحي يعكس عمق الإنسانية ويُغني حياة الفرد والمجتمع. في هذه المقالة، سنتناول أهم ثلاث مفاهيم عن العطاء التي قد تغير نظرتك له

زهرة صفراء
زهرة صفراء

كثيرا ما كانت المعاناة نصيب أولئك الذين يعتمدون التضحية كقيمة في حياتهم الخاصة، مهما كان الدور الذي تلعبه في هاته الحياة ومهما كانت المهمة التي تقوم بها فأنا أريدك أن تعلم أنك حين تتخذ من التضحية حليفا لك فسيتم التضحية بك، الحقيقة تقول هذا والواقع يؤكده، أعلم أنك تحاول ممارسة العطاء من خلال التضحية، وأعلم أنك بذلك تخالف أهم مبادئ الكون، والتي تقول أن مقابل كل عطاء هناك أخذ، وهو ما ينعدم في مفهوم وواقع التضحية، فالأرض التي تزرع فيها بذورا تمنحك ثمارا مختلف لونها وطعمها وشكلها

أريدك أن تعلم يقينا أن العطاء سنة كونية، وأن ليس من العطاء في شيء أن تدخل في معاملات وعلاقات وتقوم بممارسات تكون أنت خاسرا فيها، لأن الأصل في كل معاملة أن تكون أنت رابحا، والكيان الذي تعاملت معه رابح، والمجتمع أيضا رابح

ولو أنك تقول أن التضحية هي العطاء، وأن صاحبها يغدي روحه ويقويها! اسمح لي أقل لك: هراء، لأن حال المضحي هو أنك تجده هنا وهناك يذكر العالم بتضحياته، كأنه يستجدي امتنانهم له، ولو كان كذلك لكان ممتنا لنفسه بنفسه ولم ينتظر ذلك من أحدهم

ثم إنه في الحقيقة مضح لأنه يقوم بما يقوم به على حساب جوانب حياته السبعة، على عكس العطاء الذي يخلق حالة من التوازن فيما بين جميع جوانب الحياة السبعة

حين تؤمن أن العطاء مصدر للسعادة ستفهم حقيقة التضحية التي هي مصدر للشقاء، العطاء يسهم بقوة في خلق التوازن بين جوانب حياتك السبعة الأمر الذي يخلق حالة من الامتنان والسعادة في أعماقك، والسعادة تجعل من صاحبها أكثر عطاءا واستقبالا للعطايا، وأكثر فاعلية وتأثيرا في الواقع، بل وأكثر خلقا وابداعا في وللوقائع الجديدة القوية، ليصبح العطاء عادة أوتوماتيكية في كل ما يقوم به المرء مهما كان قل أو عظم شأنه، كبر أو صغر حجمه

من هنا نفهم وندرك ونعي أن حاجتنا للعطاء والتطور كحاجتنا للنوم والأكل والشرب أهم من تغدية الإيكو، فالقضية أكبر من أن تكون مجرد موقف يغدي الأنا المزيفة، التضحية تفعل ذلك على عكس العطاء الذي يسمح لنا بالاتصال بالكيان العظيم الذي نحن عليه

أريدك أن تعلم أنك ومن خلال التضحية تستنزف نفسك، وحتى إذا ما احتاجك الناس يوما في موقف ما وجدوك جثة هامدة أو خائر القوى ومستنزف الروح والفكر والشعور......

لما قال الله سبحانه يريد الله بكم اليسر، لم يكن الأمر مجرد خبر عادي منه نتلقاه عنه، لقد كانت رسالة قوية لك لتفهم أنك تكون حيث يكون اليسر