أساسيات رحلة التغيير

رحلة التغيير هي واحدة من أهم التجارب التي يمكن أن يخوضها الإنسان، لكنها تتطلب فهما واضحا للأسس التي تجعلها ناجحة ومستدامة، في هذه المقالة سنستعرض أساسيات رحلة التغيير

يرقات
يرقات

أولئك الذين يعمدون إلى تحقيق واقع مختلف في حياتهم تواجههم الكثير من المواقف المبهمة والغير مفهومة بالنسبة لهم، والتي هي في الحقيقة حواجز وهمية تعتمدها الأنا المزيف كيلا يواصلوا مسار تحقيق الاختلاف الذي يخلق رضى ذاتي أكبر لديهم، وقد تكون مجرد ثمار جانبية بسيطة لعملية التحول هاته، تستطيع أن تسميها بالسرنديب أو بأي اسم شئت المهم ألا تخاف منها أو تقاومها فهي ببساطة جزء من اللعبة

تأتي أسس التغيير في هاته المقالة كي تساعدك ليس على فهم ما يحدث فقط، ولكن لتواصل المسير بسلام إلى أن ينال المراد والقصد المبتغى

من خلال الانفصال عن العالم الخارجي على مستوى الأحكام والانفعالات أنت لا تجنب نفسك الكثير من الهدر في طاقاتك المتنوعة والمختلفة فقط، لكنك تصبح أكثر تركيزا على أهدافك، بحيث أنك تدخل حالة حضور ووعي وانتباه عال لكل الرسائل والاشارات التي تتلقاها في طريق التغيير

العالم الخارجي يستطيع تثبيطك وكسر عزيمتك بوسائل مختلفة كلما وجد لديك استعدادا لإدانته بأي شكل من الأشكال، منها ما قد يكون مغلفا بغلاف تهواه النفس، ومن العالم الخارجي من يفعل ذلك بحسن نية، ومنه أيضا من لا يبالي بك إن هويت أو بقيت متجمدا في مكانك، وكل همه ألا تتقدم للأفضل، لكنه لا ينجح في ذلك حين تكون منفصلا عنه، وحين يكون قرارك وزمام أمرك بيدك

لعل الحياة تود التأكد فقط من عزمك على الأمر، ولذلك هي ترسل لك الكثير من مصادر تشتيت الانتباه والتركيز، ولعل الجميل أن ترد لها الصاع صاعين، فتنفصل عن كل تلك المؤثرات وتركب موجات كل المثبطات وتزيد من طاقة الدفع لديك، ليتحقق المزيد من الاختلاف في واقعك، وتذكر أن تركيزك على العالم الخارجي يتسبب لك في هدر المزيد من الطاقة

تذكر أيضا أن التحرر من نسخك المزيفة هو واحد من أهم أسس تحقيق التغيير، لم هو كذلك؟

في الحقيقة يبقى الكثيرين مستمسكين بنسخهم الماضية خوفا من أشياء هم أنفسهم لا يعلمونها، وحتى هذا الخوف لا يدركون وجوده، فهو في الغالب يكون خفيا ويحدث بشكل غير واع، يسمي الخبراء ذلك بالبقاء في منطقة الأمان، وهو حقيقة أمان وهمي يصيب حياة صاحبه باللخبطة

من الجميل أن تعلم أن التحرر من الشخصية القديمة والمزيفة ليس هو الفرار من الماضي أو كراهية الماضي ونسختك القديمة، إنها فقط عملية تطور وتوسع لأجل احتمالاتك الأفضل

ومن الجيد أيضا أن تسمح لنفسك بواقع جديد ومختلف، فالسماح وفضلا عن كونه أساس من أسس التغيير فهو عنصر مساعد في عملية التحرر من النسخة الماضية

وكل ما عليك هو أن تسمح لنفسك بخلق واقع جديد ومختلف، وأيضا أن تسمح لهذا الواقع المختلف بالتواجد في واقعك، وتذكر أنك أنت في الحقيقة لا تخلق شيئا، فقط تعبر عن ذلك من خلال وضع النية وتوضيح الوجهة التي تريد، ففي النهاية ليس لك من الأمر شيء، فقط تطلب وتتوقع الأفضل

من المعلوم أن كل تغيير يجلب معه المزيد من التغيير، كأن تجد مثلا أنه ونتاج تحقيق أهداف معينة تخسر علاقات معينة، قد تكون علاقات سامة إن كنت ممن تستهويهم مثل هذه التسميات وقد لا تكون كذلك، الأمر فقط أنه لم يعد هناك توافق وتكامل، أو أنها أصبحت عبئا وأصبح من الأسلم والصحي بعدها عنك أو ابتعادك عنها، والأمر قد يحدث بانسيابية ويسر وقد لا يحدث كذلك..

عموما عليك أن تتعلم أن تتكيف مع الحالة الجديدة فهي تتطلب ذلك، مثلما يكون من المسلم به أن تحدث تغيرات جانبية كما سبق على مستوى العلاقات أو الهيئة الشخصية وغير ذلك

والكثيرون ينصدمون من هذه الحقيقة، والواقع أنه لم يعد هناك توافق طاقي، وبقاء الواقع القديم يربك وجود الواقع الجديد ويعيقه، فلم التمسك به بدل التوافق والتكيف مع الواقع الجديد؟

تستطيع القول بأن عملية التكيف تصبح مع مرور الأيام عملية انعدام التكيف إذ تفقد الأوضاع والأشياء سطوتها ويصبح الوضع الوحيد القائم هو الانتقال من مستوى أفضل لآخر أفضل منه وهكذا دواليك.. هي تماما مجرد لعبة

لعلك تحب فعلا خلق واقع مختلف ولكنك لا تجد سبيلا لذلك، أو أنك تعجز عن رؤية ذلك، لكن دعني أخبرك أن ما تغدي به عقلك وفكرك وجسدك وقلبك وروحك هو ما سيصير عليه واقعك، وأنت بين يديك أن تتطور وتتقدم لتكون أفضل وسيتحرك عالمك يقينا في ذلك الاتجاه وسيدعمك بسخاء، وبيدك أيضا أن تدفع بنفسك نحو الهاوية، واللعبة كلها تلعب بما تغدي به كيانك، أما الأسس التي ذكرت هنا فهي طوع أمرك، وكلي أمل ورجاء حسن أنك لا تقبل إلا بالأفضل لك

دعواتي لك بكل الأفراح والمسرات