أحسن طريقة للتعامل مع تجارب الحياة
أفضل طريقة للتعامل مع تجارب الحياة هي تقبّلها بوعي، والتعلم من التحديات، والتحلي بالمرونة، يتطلب ذلك نظرة إيجابية، وثقة في الحكمة الكامنة وراء كل تجربة، مع اتخاذ قرارات تعزز النمو والتوازن
عبد النبي بكون


لطالما تعاملنا مع كل الأحداث والوقائع أو التجارب التي حدثت وما زالت تحدث معنا على أنها واقع نجونا منه، كأننا في معركة نحن فيها ما بين مفترس وفريسة، وكأننا نحن الطريدة فيها كلما نجونا من كمين سقطنا في كمين آخر
لم يعلمونا من قبل أن ما يحدث له رسالة يبغي إيصالها لنا، وكان علينا أن ندفع ثمنا باهضا لأجل ذلك، هم أيضا أولئك الذين تعمدوا إخفاءها عنا ما زالوا يدفعون ثمنا باهضا لأجل ذلك، فأولئك الذين يخشون نجاح الآخرين ويعتبرونه تهديدا لهم مجرد أغبياء خرى عليهم الزمان
لكن صاحب القصد القويم لابد أن ينال مبتغاه، يبدأ الأمر لديه بمجرد سؤال عبثي لا معنى له، لكنه يكون خطوة أولى لتبدأ في اكتشاف أن كل تجربة تحدث معنا تولد لدينا مشاعر معينة قد يمكن وصفها بالسلبية أو الإيجابية، من خلال هاته المشاعر يأتي نوع الدروس والعبر التي تعلمناها من هاته التجارب التي حدثت وما زالت تحدث معنا، فهي تأتي بحسب تفاعلنا المشاعري مع كل تجربة بغض النظر عن نوع التجربة هل هي سلبية أو إيجابية، فطريقة تفاعلنا معها هي ما يحدد نوع الدروس والعبر التي أخذناها من التجربة
من خلال تلك الدروس والعبر التي استقيناها من كل تجربة تتولد لدينا قناعات معينة، قد تكون داعمة لنا وقد تكون عكس ذلك، والخطورة هنا هي أنه بناء على هاته القناعات تأتي القرارات التي نتخذها في أي موقف من مواقف حياتنا خاصة المواقف المشابهة للسناريو الأول الذي ولد لدينا تلك القناعات، هاته العملية تحدث معنا بشكل لاواعي، ذلك ما يجعلك تكرر نفس السلوكيات والممارسات لتلقى نفس النتائج فتحصل على نفسها تلك المشاعر فتتأكد لديك نفس الدروس وتتعزز نفسها تلك القناعات ثم لا تخرج عن دائرة القرارات التي اتخذتها من قبل
لا أريد أن أكون مأساويا بقدر ما أود إيقاظك إن أحببت ذلك، إذ من حسن حظنا أنه مثلما يمكن للشعور السلبي أن يؤدي لأخذ دروس سلبية تؤدي بدورها لقناعات سلبية تدفعنا لاتخاذ قرارات سلبية، فإنه يمكننا تغيير الطريقة التي نشعر بها حيال التجارب والمواقف كيفما كانت سلبية أو إيجابية، وهذا ما يعني إمكانية تغيير الدروس والعبر ثم القناعات وبالضرورة القرارات التي يتم اتخاذها
نعم نحن نستطيع ذلك، فالتجارب كالعملة لها وجهان بل لها أكثر من ذلك لكننا ننطلق من زاويتنا المحدودة بدل أن نكون أكثر انفتاحا وتوسعا ليتسع بنا عالمنا