ما الذي يريده الرجل والمرأة من بعضهما؟

العلاقة بين الرجل والمرأة تتطلب الكثير مما لا يتم التعبير عنه بشكل مباشر، كلاهما يسعى إلى التواصل العميق والشعور بالقبول والتفاهم، مع رغبة في بناء علاقة تشاركية مليئة بالثقة والرعاية

صورة تعبر عن الترابط
صورة تعبر عن الترابط

أغلب الخلافات والصدامات التي تقع بين الغالبية العظمى من الأزواج تحدث بسبب عدم معرفة الرجل بما تريده المرأة، وكذلك عدم معرفة المرأة بما يريده الرجل، وهي نتيجة طبيعية لزمن تم فيه تأجيج الصراع بين الرجل والمرأة وتسييسه وخلق ثنائية تنافرية بدلا من أن تكون تناغمية، فأصبحنا نحن وهن أو هن ونحن، ومن قبله برامج تعليمية غبية تصدر وتخرج للمجتمع المزيد من العنف الفكري والمشاعري والروحي المؤدية كلها للعنف المادي

لم يعلمنا أحد في كل المنظومات التعليمية الرسمية عن حسن المعشر وعن العلاقة الزوجية المتزنة فكانت النتيجة علاقات مشحونة وأسرا مبلقنة، ولعل من لطائف الله الحليم علينا أنه يمكننا أن نعيد بناء أنفسنا فنتجدد ونتطور أو نعود حقيقة للذي هو أصل

من خلال إدراك الرجل أن ما تريده المرأة حقا من الرجل هو التفهم، يستطيع الرجل أن يتجنب الكثير من المشاحنات والاتهامات بينه وزوجته.. الكثير من سوء الفهم، وذلك حين يعمل على منحها الحيز الزمني الذي تكون بحاجته مع الدراية بأن هذا لا يعني تحسنها بالضرورة، وهنا دعوة للرجل حين يمارس الاهتمام والإنصات والتفهم فليس له أن يرفع من سقف انتظاراته، بل أن يقوم بما عليه ويسمح لها بأن تعود وقتما تمكنت من ذلك

وقد يحدث أن يكون الرجل غير مستعد لكل ذلك، فما عليه إلا أن يطلب وقتا أو يحدد موعدا، وهو ما ستتفهمه الزوجة إذا كانت على علم بطبيعة الرجل وحاجته

لكن هذا لا يحدث من جهة الرجل لوحده، فإدراك المرأة لحاجة الرجل في أن يشعر بأنه حر أي أنه غير مكبل في علاقته مع المرأة ومن أنها تتفهم ذلك، يساعد الرجل والمرأة كليهما في احترام خصوصية كل واحد منها، فتجد الرجل ينصت للمرأة بتفهم واهتمام حين ترغب في التحدث وتكون بحاجة للتعبير عما يضايقها، وهو في الحقيقة عمل يضمن للمرأة أن الرجل ما زال يحبها

يساعد هذا المرأة على تفهم واحترام المسافة التي يحتاجها الرجل حين ينطوي على نفسه، وتتفهم أنه كما هي بحاجة للتفهم فهو بحاجة لانكماشه على نفسه، ويساعدها هذا أيضا على أن تطمئن على حبه لها وأن تتفهم أن انطواءه على نفسه متعلق به هو وليس هروبا منها هي أو رفض لها، كما أنه ليس عليها فعل شيء حيال ذلك مثلما تكون هي بحاجة للمساندة على عكس الرجل، فكلما تركته لحاله ولم تعتبر المسألة شخصية سهل عليه ذلك العودة إليها

كبداية حسنة كلما عمل أحد الطرفين سواء الرجل والمرأة على تفهم حاجة الطرف الآخر ساعدهم ذلك على اكتشاف المزيد وسبر أغوار بعضهما البعض ليتحقق في واقعهما المزيد من الحب