أكثر عاملين يسببان لنا القلق؟
القلق هو أحد أكثر التحديات النفسية التي نواجهها، وغالبا ما يكون ناتجا عن عوامل خفية تؤثر على تفكيرنا وسلوكنا اليومي، في هذه المقالة سنكشف عن أكثر عاملين يسببان لنا القلق
عبد النبي بكون


يشتكي الكثيرون من القلق، ويشعرون بالارتباك جراء وجوده وسيطرته على حياتهم، مما يشعرهم بفقدان التحكم بمفاتيح حياتهم، دون أن يعلموا أن فقدانهم لمفاتيح حياتهم هو ما أدخلهم دوامة القلق تلك
من خلال الاستخفاف بالنعم وعدم أو ضعف التركيز على ما يستحق التقدير، يفقد الانسان القدرة على التطور والتي هي بالمناسبة قدرة ممنوحة لنا دونما كلفة تذكر، لأن الذي يغفل عن الكثير من الهبات والهدايا والعطايا التي لا يستطيع عدها ولا إحصاءها تقل وتضعف عنده فرص نيل أو تحقيق المزيد فضلا عن عدم وضوح الرؤية لديه حيال هذا المزيد، وحتى وإن حصل فليس بقدر ما يحدث حال انعدام الاستخفاف بالنعم
صحيح أن للسيناريوهات القديمة تأثير سلبي على المرء وعلى واقعه، لكن حين يفقد المرء مفاتيحه يحدث الشعور بالفراغ الذي يولد بدوره القلق، إذا كنت على استعداد للاستخفاف بالنعم كيف يمكن أن تطمئن وأنت تستهين بالعطية، ما الذي يمكنه ملء وعاء غرورك غير أن تهتز أركانك بالقلق؟
سيلعب القلق هنا دور الجيش العرمرم الذي هدفه وضعك موضعك وإنزالك منزلتك، يمكن أن تعتبر بأن هذا الجيش حليف مكروه، لكنه في جميع الأحوال يعمل لصالحك إلى أن تتعلم التواضع
هذه الحياة لا تكون حياة حقيقية إلا بوجود مغزى ما لها، وفي الواقع ما يسبب القلق أمور كثيرة وقد يصيب القلق من ألف الصدمات واللكمات في تجربته هاته، لكنه إلا حد ما هو أيضا نوع من الغرور وكأن صاحبه يريد أن يثبت بأنه على حق، وهو بذلك ينشغل عن المغزى
يفهم من هذا بأن انعدام وجود الأهداف وغاياتها يعزز ويقوي هذا الفراغ ويزيد من سطوة القلق على المرء، إن الواحد منا لما يحيى حياة واحدة فإنه يحياها بما يتناسب مع عظمته، وعلى أقل تقدير يجعل ويختار لنفسه أهدافا تمكن له وفي واقعه التطور والتوسع وليس الوصول فقط، إلى أن يصير يومه اليوم غير يومه أمس، وساعة ظهر يومه هذا لا تشبه ساعة صبح يومه هذا، فكل وقت وحين هو في حال وشأن يستمد العون والقوة على ذلك من مولاه الحليم الكريم
أريدك أن تتذكر جيدا أن كل ما لا يستحق أن تأخذه معك حين موتك لا يستحق أن تقلق بشأنه، لكن تذكر أيضا أن عملك لأجل أن تتحقق أفضل من أن تجلس في الزاوية المقابلة لباب الدار تترقب قلقا من آت غير آت وليس يأتي إلا في مخيلتك