خمس ممارسات خطيرة نقوم بها كل يوم
نحن نمارس يوميا بعض العادات التي قد تبدو عادية، لكنها في الواقع تؤثر سلبا على صحتنا العقلية والعاطفية، وتعيق تقدمنا، في هذه المقالة سنستعرض خمس ممارسات خطيرة نقوم بها دون وعي وهي تهدد جودة حياتنا..
عبد النبي بكون


في هاته المقالة سنتحدث عن خمسة من أخطر سلوكيات وممارسات وعادات هدامة نقوم بدون وعي منا، والخطير فيها أنها وفضلا عن كونه تدخل بنا مجالا طاقيا مرعبا، ومستوى متدنيا من الوعي، مما يعني هدر طاقاتنا وتضييع الخيرات الممكن غنمها والتنعم بها من هاته الطاقات، فنحن من خلال ممارستها نفعل ذلك ونحن نعتقد أننا نحسن صنعا، في حين أن كل ما نقوم به هو إرسال إشارات للكون بأننا لا نعامل بشكل عادل من طرف الحياة، وما سيحدث هو أن الكون يستجيب من خلال إرسال الكثير من المواقف الصعبة والقاسية علينا، إلى أن تتواضع وتذوب الأنا المزيفة لدينا ويحدث التوازن
الشكوى: يكثر الكثيرون التشكي والتذمر من أوضاعهم وضيق الحال بهم وكثرة الحاجة، أو أوضاع البلد أو النظام أو التشكي من فلان وعلان ومن سوء معاملته
الحقيقة أن تركيزنا على سلوكيات الأشخاص والأوضاع والمواقف والضغوط التي نتعرض لها سيزيد منها ويضاعفها، فكل ما نقوم به هنا هو التركيز على ما لا يعجبنا وما نكرهه، في حين أننا أغفلنا حقا شكر الكثير من النعم الوافرة التي نتنعم بها، وأيضا أغفلنا عاملا مهما وهو التركيز على ما يمكننا فعله ليكون الوضع أفضل بدل أن نهدر طاقاتنا بالانشغال بما نكره
باختصار شديد، لا تغير الشكوى شيئا من الوضع الذي تكرهه، لكن التحرك والدخول في عملية التأثير يحقق الكثير
اللوم: هنا يبدأ الانسان في التهرب من تحمل مسؤوليته حياته وقراراته وما استرعي عليه، ومسؤولية التحرك والعمل، ومسؤولية التحرر من الأثقال والأحمال الزائدة، فيبدأ في لوم كل من بدى أو ظهر له أنه صاحب دعواه، والحقيقة أن كل ذلك موجود بداخله، إذا كنت حقا تود أن تعلم كيف ذلك تأمل هاته المعلومة: ما يحرك انفعالاتنا لا يتعدى العشرة بالمائة من المسؤولية والتأثير، أما المحرك الحقيقي فهو موجود بداخلنا بنسبة تسعين بالمائة، أعتقد أن عشرة في المائة ثمن عادل وبسيط علينا دفعه للتعرف عن المحرك الحقيقي بداخلنا، وهنا يتأكد ان ما علينا فعله ليس هو إلقاء اللوم بل شكر كل الأشخاص والمواقف والأحداث التي تعمل كالمنبه لصالحنا
المقارنة: حسنا لا أريد أن أطيل هنا، لماذا؟ لأنني لا أعتقد أنك أحمق لتستصغر نفسك وتقارنها بالآخرين وأنت تعلم أن لهم ما لك وعليهم ما عليك، وكل بسعيه يلقى ما يلقى، وأيضا لست غبيا لتعتقد أنك أفضل منهم أو من أفضلهم، وإذا كان الأمر كذلك، أي أنك لا يمكنك أن تعتبر نفسك الأفضل، فكيف تسمح لنفسك بأن تعتبر أن أحدهم أفضل منك؟!
من المهم أن تعرف وتعي أن كل واحد منا هو مكمل للآخر وليس هنا من هو أفضل من أحدهم، وأنت مثلك مثل من تقارن نفسك بهم نسخة متفردة وفقط
النزاع: تستنزف المنازعات طاقة المرء وتشتت تركيزه عن النوايا والمقاصد العظيمة التي يمكنه العمل عليها لأجل خلق واقع مختلف، ولا شيء تقدمه المنازعات لأجله، بل هي تدفع به وسط دوامات طاقية هدامة
الانتقاد: دعني أسألك سؤالا يا عزيزي، ما الأمر الذي تربحه حقا من الانتقاد؟
حسنا سأجيب بدلا عنك، ما ستربحه هو الكثير من الكارهين لك ولمخالطتك، وستربح الكثير من النقاد كنتيجة لسلوكك، وستربح أيضا وقائع تكرهها وتكرهك، وستربح الكثير من الهراء... ستبقى وحيدا ومحاطا بمجموعة من المعتوهين الذين ستنتقدهم أيضا ثم لا تجد أحدا آخر لتنتقده، فتنظر للمرآة لتكتشف ويا للمفاجأة أنه قد بقي لك شخص آخر لم تنتقده بعد، فتتوجه برماحك إلى نفسك لتنتقدها ولو أن هذا هو ما كنت تقوم به من قبل، تنتقد نفسك من خلال انتقاد الآخرين أو الأشياء
هل هذا هو واقعك؟ إنه مخجل
يجب أن تجرب الشعور للحظات فقط بالعار حين تنتقد أحدهم أو ترمي بسهامك ورماحك باتجاهه، ويجب أن تسأل أيضا هل قمت حقا بمعالجة كل الملفات العالقة لديك؟ أم أنك فقط تهرب من واقعك لواقع الآخرين؟ كأنك تحاول الاختباء من نفسك
آسف لقسوتي هنا في هذا المقال، لكنني أودك حقا أن تستيقظ من كابوسك، فما أنت عليه يستحق مستوى أفضل مما تسمح لنفسك به
